28/08/2022 - 18:09

لبيد يطلع نتنياهو على الوضع الأمني مع تقدم جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران

يجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، يوم غد، الإثنين، برئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مكتب لبيد في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، من أجل إطلاعه على الوضع الأمني في ظل تقدم محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني

لبيد يطلع نتنياهو على الوضع الأمني مع تقدم جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران

لبيد ونتنياهو (مكتب الصحافة الحكومي)

يجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، يوم غد، الإثنين، برئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مكتب لبيد في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، من أجل إطلاعه على الوضع الأمني في ظل تقدم المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران الرامية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

جاء ذلك بحسب ما أفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، لبيد، وذكر أن الاجتماع سيعقد في الساعة الخامسة مساء الإثنين، علما بأن هذه الجلسة ستكون الثانية التي يعقدها لبيد مع نتنياهو لإطلاعه على التطورات الأمنية، منذ تولي لبيد منصبه، حيث اجتمع الاثنان قبل ثلاثة أسابيع في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبُعيد الإعلان عن الاجتماع، أصدر نتنياهو بيانا مصورا هاجم خلاله رئيس الحكومة الحالي، لبيد، ورئيس الحكومة البديل، نفتالي بينيت، ووزير الأمن، بيني غانتس، معتبرا أنهم "استسلموا للنوم خلال فترة حراستهم، وسمحوا لإيران بالتوصل إلى اتفاق يعرض مستقبلنا للخطر".

واعتبر نتنياهو أنه "للأسف، في العام الماضي، تخلى لبيد وغانتس تمامًا عن النضال ضد الاتفاق النووي مع إيران. لقد قاتلنا بعزم على مدى 12 عامًا ضد هذه الاتفاق وجعلنا الولايات المتحدة تنسحب منه. في المقابل خلال عامهم الوحيد في السلطة، لم يفعل لبيد وغانتس أي شيء للضغط على الإدارة الأميركية لمنعها من التوقيع على الاتفاق".

وتابع أنه "على عكسنا تماما، لم يذهبوا إلى الكونغرس، ولم يذهبوا إلى الأمم المتحدة، ولم يجروا حملة إعلامية قوية في وسائل الإعلام العالمية. وبعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى تفاهمات مع إيران واتفقوا على النقاط الرئيسية، عندها فقط تذكر لبيد وغانتس أن يستيقظا، بعد فوات الأوان".

وقال إن "التاريخ سيُذكر الملف النووي الإيراني كنموذج لعدم كفاءة لبيد وغانتس"، وأضاف أنه "من غير المعقول أن المسؤول عن الملف الإيراني في هذه الحكومة، يستجم الآن في إيطاليا، عشية توقيع الاتفاق بين واشنطن وطهران، وهو يقضي عطلته في منطقة لا تتوفر فيها شبكة تغطية (للهواتف المحمولة - في إشارة إلى تعذر الاتصال به)".

وأضاف أنه "هذه ليست الطريقة التي تحارب بها خطرا وجوديا. هذه ليست طريقة حماية إسرائيل". وتعهد بأنه سيستأنف جهوده لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، "بعد انتخابه مجددا رئيسا للحكومة الإسرائيلية".

لبيد يرد: نتنياهو يستعرض

وفي بيان صدر عن لبيد ردا على نتنياهو، جاء أنه "عندما كان نتنياهو رئيسًا للحكومة، كان كل ما فعله في الشأن الإيراني كان تنظيم مؤتمرات صحافية"، أضاف أن "الضرر الذي أحدثه نتنياهو خلال فترة حكمه لأهم قضيتين إستراتيجيتين لإسرائيل - الحرب ضد السلاح النووي الإيراني والعلاقات مع الولايات المتحدة - خطير وعميق وما زلنا نقوم بإصلاحه".

وأضاف غانتس "نحن نعمل كل يوم لتعزيز قدرات إسرائيل والدبلوماسية والأمنية، التي تم إهمالها لسنوات عديدة"، وتابع "لهذا استدعيت رئيس المعارضة غدًا لإحاطة أمنية، ليطلع على التفاصيل، حتى يكون لديه على الأقل فكرة عما يتحدث عنه في المقاطع المصورة التي يبثها".

رئيس الموساد إلى الكونغرس

هذا ويطير رئيس الموساد، دافيد برنياع، الأسبوع المقبل، إلى واشنطن، وذلك لتقديم إحاطة موسعة لأعضاء لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، لنقل الموقف الإسرائيلي الرافض للعودة الأميركية للاتفاق النووي.

وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن زيارة رئيس الموساد "كانت مقررة منذ فترة طويلة، وليست رحلة عاجلة تم تحديدها في الأيام الأخيرة". وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار "محاولة إسرائيل للتأثير على صياغة الاتفاق الجاري تشكيله مع طهران".

وكان نتنياهو قد أطلق حملة ضد إتمام جهود إحياء الاتفاق النووي مع طهران الموقع عام 2015، وذلك في خضم حملته لانتخابات الكنيست الـ25 المقررة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وجاءت تصريحات نتنياهو موجَّهة للرأي العام الأجنبي والإسرائيلي على حد سواء،إذ أجرى، يوم الأربعاء الماضي، مقابلتين صحافيتين مع قناتي "العربية" السعودية و"فوكس نيوز" الأميركية، كما عقد مؤتمرا صحافيا في تل أبيب.

وتواصل المؤسسة الإسرائيلية جهودها من أجل عرقلة أي تفاهمات بين أميركا وإيران تقضي العودة للاتفاق النووي، فيما وجه لبيد، اليوم الأحد، "انتقادات" إلى الإدارة الأميركية، حيال رد وطرح واشنطن المتعلق بإحياء الاتفاق النووي.

وادعى لبيد أن إسرائيل لا تعارض كل اتفاق مهما كانت تفاصيله، قائلا إنه "يمكن ويجب جعل إيران توقع على اتفاق أفضل بكثير"؛ واعتبر أنه يمكن التوصل "اتفاق أطول وأقوى" لو جرى التلويح بالعمل العسكري ضد إيران بجدية ومصداقية، لردع طهران وتهديدها بدفع الثمن في حال أي "تعنت أو مراوغة وخداع"، على حد وصفه.

وخلال الفترة الأخيرة، تجندت السلطات الإسرائيلية ضد الاتفاق الدولي المتبلور مع إيران، علما بأن فرصها في إحداث التغيير "ضئيلة للغاية"، إذ أن التقديرات تشير إلى أن "إدارة بايدن ستفعل كل ما في وسعها لإنهاء المفاوضات وتوقيع اتفاق نووي مع إيران".

ومساء الأربعاء الماضي، غادر وزير الأمن الإسرائيلي، غانتس، إلى واشنطن. والجمعة، اجتمع غانتس مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في الولايات المتحدة.

وقال بيان أميركي إن المسؤولَين ناقشا "التزام الولايات المتحدة بضمان عدم حيازة طهران سلاحا نوويا، والحاجة إلى مواجهة تهديدات إيران ووكلائها".

وقال غانتس، الجمعة، في تغريدة عبر تويتر، عقب زيارته مقر القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في ولاية فلوريدا الأميركية، إن تل أبيب ستحرص على عدم امتلاك إيران قدرات نووية "أبدا".

وتُركز الحملة الإسرائيلية الحالية على ما تعتبره إسرائيل "نقاطا سلبية في الاتفاق"؛ إلا أن الحكومة الإسرائيلية تبدو عازمة الآن على عدم الدخول في مواجهة علنية مع الإدارة الأميركية حول الاتفاق، وفي هذا السياق "عاتب" لبيد، رئيس الموساد، دافيد برنياع، على الرسائل التي بثها ضد الجهود الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، والتي هاجم من خلالها إدارة بايدن.

وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون، لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الخميس الماضي، إن "لبيد مُصمم على عدم إجراء مواجهات علنية مع بايدن، مثل تلك التي قادها نتنياهو ضد باراك أوباما، قبل التوقيع على الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015".

ونَقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية، لم تسمها قولها: "بسبب هذا خطاب نتنياهو في الكونغرس (عام 2015) أخرجوا إسرائيل من غرف الاجتماعات، رأينا أن ذلك لم يساعد، لا يمكننا تهديد علاقاتنا مع الولايات المتحدة".

التعليقات