تقرير إسرائيليّ: علنيّة العلاقات مع دول خليجيّة تصعّد تحرّكات إيرانيّة

التقرير يدعو إلى "دفع مصالح أمنية مشتركة لإسرائيل ودول المنطقة تحت الرادار". والمزاعم الإسرائيلية بأن القضية الفلسطينية لا تعيق التطبيع، "تعزز ’رواية الخيانة’ ولا تسهم بنشوء أجواء تسمح برفع العلاقات مع إسرائيل إلى العلن"

تقرير إسرائيليّ: علنيّة العلاقات مع دول خليجيّة تصعّد تحرّكات إيرانيّة

وزراء الخارجية بعيد اجتماع النقب في آذار/ مارس الماضي (Getty Images)

تسعى إسرائيل بشكل معلن إلى تشكيل تحالف بينها وبين دول عربية ضد إيران. وأبرز الخطوات في هذا السياق اللقاء الذي جمع رؤساء أركان جيوش عربية، بينهم رئيس الأركان السعودي، مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والذي عُقد في مصر، في آذار/مارس الماضي، لمواجهات هجمات إيرانية بطائرات مسيرة.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إنه أجرى اتصالات عديدة مع الإدارة الأميركية، وخاصة مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، حول تعزيز التعاون بين إسرائيل ودول في المنطقة ضد إيران.

ويذكر أن أبرز الهجمات المنسوبة لإيران كان مهاجمة منشأة النفط التابعة لشركة "أرامكو" في السعودية، في أيلول/سبتمبر عام 2019، بواسطة الحوثيين في اليمن، وبعدها مطار أبو ظبي، وقواعد أميركية في العراق.

ومن الجهة الأخرى، تتواصل الغارات الإسرائيلية في سورية، منذ عدة أعوام، وتستهدف بالأساس أهدافا إيرانية بادعاء أنها تنقل أسلحة "كاسرة للتوازن" إلى سورية وحزب الله في لبنان.

وانضمت إسرائيل إلى القيادة الوسطى للجيش الأميركي ("سنتكوم")، في أيلول/سبتمبر. ووصف تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، الإثنين، ذلك بأنه "نقطة تحول هامة بربط إسرائيل بالمنطقة بوساطة أميركية"، فبعدها جرت عدة مناورات بحرية واسعة النطاق بمشاركة إسرائيل. كما التقى غانتس خلال زيارة إلى البحرين مع قائد الأسطول السادس الأميركي.

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يستقبل مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، نهاية العام الماضي (Getty Images)

إلا أن التقرير حذر من أن "سنتكوم مسؤول عن الدفاع عن جنودها بالأساس وكذلك ضد الإرهاب. وهذه العناصر الدفاعية لسنتكوم تعمل الآن، والحديث المبالغ به حول تعاون مع إسرائيل من شأنه أن يشكل خطرا على حرية عمل القوة" الأميركية.

وأضاف التقرير أنه "يجب التشكيك بقدرة ورغبة جميع الأطراف، في هذه المرحلة على الأقل، بتشكيل منظومة دفاعية مشتركة تربط بين منظومات اعتراض (صواريخ وطائرات مسيرة) وبين نقل معلومات استخباراتية من رادارات وأقمار اصطناعية أثناء الحدث نفسه".

ويشار إلى أن إسرائيل تستخدم منظومات اعتراض من صنعها، بينها "القبة الحديدية" و"عصا سحرية"، بينما دول عربية تستخدم منظومات كهذه من صنع أميركي وروسي وصيني.

ووفقا للتقرير، "تخضع دول الخليج تحت تهديد إيراني داهم ومحدد، ومنشآت النفط معرضة لتهديد إيراني، ومسارات الملاحة البحرية تحت سيطرة إيرانية، وواضح أن هذه الدول لن تخاطر بتعاون (عسكري) معلن مع إسرائيل".

وأعلن مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، الأسبوع الماضي، أن بلاده لا تؤيد إقامة حلف إقليمي ضد أي دولة في المنطقة وخاصة ضد إيران، وأن الإمارات تسعى لبناء جسور مع إيران وتعيين سفير في طهران. كذلك صرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بأنه لا توجد مناقشات حول تحالف دفاعي خليجي – إسرائيلي.

وتدل هذه التصريحات على الوضع المعقد في المنطقة، فمن جهة، تعي دول الخليج قدرات إيرانية الهجومية واستهداف مصالحها. ومن الجهة الأخرى، ردّت دول استهدفتها إيران، كالسعودية والإمارات، بالتنديد بهجمات كهذه والتعبير عن خيبة أملها من الولايات المتحدة التي لم ترد على الهجمات الإيرانية.

محطة أرامكو في مدينة جيزان إثر هجوم تعرضت له في آذار الماضي ("أ ب")

وأشار التقرير إلى أن "تفضيل إيران إعطاء أولوية لتحسين العلاقات مع جاراتها جاءت في أرض خصبة، فإيران ودول الخليج تفضلن الوصول إلى تفاهمات بدلا من مواجهات متصاعدة"، وذلك بعد لقاءات إيرانية – إماراتية وجولات محادثات إيرانية – سعودية.

ووفقا للتقرير، فإن "الرسالة الإيرانية المركزية إلى جاراتها كانت واضحة وشملت تهديدا واضحا برد فعل إذا اتضح أن التعاون مع إسرائيل يتقدم. والاحتمال الظاهر لخطوات إقليمية مشتركة لمواجهة التفوق المركزي الإيراني مقابل جاراتها وكذلك مقابل المنظومة الأميركية في المنطقة، دفعت إيران إلى الرد بتهديدات حازمة. ولذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية أن علم أو تقدير إيران بوجود خطوات تجري في الخفاء، سيدفعها إلى تنفيذ تحرك يوضح جدية نواياها".

واستبعد التقرير أن تكون زيارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية، الأسبوع الفائت، قد عززت ردع إسرائيل مقابل إيران. ودعا إلى "العودة إلى طريقة العمل التي ركزت في الماضي على دفع مصالح أمنية مشتركة لإسرائيل ودول المنطقة تحت الرادار"، أي عدم التحدث حولها علنا.

كذلك لفت التقرير إلى أن الخطاب الإسرائيلي الذي يزعم عدم اهتمام دول المنطقة بالقضية الفلسطينية ولا تعيق تقدم تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، "يعزز ’رواية الخيانة’ التي تبثها السلطة الفلسطينية كانتقاد لدول ’اتفاقيات أبراهام’. وهذه الرواية تتغلغل لدى جماهير في دول المنطقة، وبالتأكيد لا تسهم بنشوء أجواء تسمح برفع العلاقات مع إسرائيل إلى العلن".

التعليقات