"قضية الأسيرات": تنكيل بأسرى بنفحة... وحوار أوّليّ مع إدارة السجون

طُعن أحد ضباط سجون الاحتلال في سجن نفحة | إجراء "حوار مبدئي بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون حول قضية الأسيرات" | إعادة الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من عزل سجن الجلبوع إلى سجن الدامون.

توضيحية، قمع الأسرى في "عوفر" (من الأرشيف)

طُعن أحد ضباط سجون الاحتلال في سجن نفحة، مساء اليوم الإثنين، بحسب ما أفاد مركز إعلام الأسرى في بيان، ونكّل عناصر أمن بأسرى في الشجن ذاته، ونقلوا أعضاء بالهيئه القيادية لحماس إلى "جهة مجهولة"، فيما أعلن نادي الأسير إجراء "حوار مبدئي بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون حول قضية الأسيرات"، مؤكدا أن "استكماله مشروط بإنهاء العقوبات بحقهن وعزل الأسيرات الثلاث". كما أعلنت هيئة شؤون الأسرى أنه "تم إعادة الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من عزل سجن الجلبوع إلى سجن الدامون". وبعد وقت وجيز من الطعن أفاد مكتب إعلام الأسرى بأنّ "مروحيات تابعة للاحتلال تحلق في سماء سجن نفحة"، محذّرا من "وجود جرحى في صفوف الأسرى".

ووفقا لبيان أصدرته هيئة شؤون الأسرى، فإنه "سيتم إعادة جميع الأسيرات المعزولات إلى سجن الدامون خلال وقت قصير، وذلك وفقا للمباحثات والتفاهمات بين إدارة السجون والاستخبارات وقادة الحركة الأسيرة، مع العلم بأنه حتى اللحظة تم إعادة الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من عزل سجن الجلبوع إلى سجن الدامون".

جاء ذلك بعد وقت وجيز من إعلان مؤسسات الأسرى، أن الأسرى الإداريين، قرروا مقاطعة المحاكم الخاصة بالاعتقال الإداري بدءا من مطلع الشهر المقبل، بشكل شامل، بدعم وتأييد من الحركة الأسيرة.

كما يأتي فيما تؤكد الأسيرات في سجن الدامون أن "هناك سياسة ممنهجة من قبل إدارة السجن" إزاءَهنّ، في "أعقاب تعرضهن لعمليات تنكيل متتالية استمرت لأيام وما تزال، بسبب رفضهن لقرار نقلهن بين الغرف في السجن"؛ بحسب ما قالت المحامية، حنان خطيب، من هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

والأسير منفّذ عملية الطعن، هو يوسف طلعت المبحوح، من مخيم جباليا في قطاع غزة المحاصَر.

الأسير يوسف طلعت المبحوح

وأكّد نادي الأسير أنّ "مواجهة جرت بين أحد الأسرى وسجان في سجن نفحة"، مضيفا: "تقوم إدارة السجن بإرسال تعزيزات من قوات القمع لأقسام الأسرى". وقالت هيئة شؤون الأسرى، إنّ "ضابطا إسرائيليا يعمل في إدارة السجون قد طُعن، وذلك في أعقاب الهجمة الشرسة والمستمرة على الأسرى والأسيرات خلال الأيام الماضية، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تدهور، خصوصا وأن قوات من جيش الاحتلال ووحدات القمع في طريقها إلى سجن نفحة".

من جانبها، أفادت مصلحة سجون الاحتلال في بيان مقتضب، بأنّ أحد عناصر طاقم السجن، قد تعرّض إلى "اعتداء في قسم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس". وذكرت في البيان ذاته أنّ العنصر المُصاب "يتلقى العلاج في عيادة السجن، وإصابته طفيفة"، مضيفة أنّ "القسم (التابع لحركة حماس) تحت السيطرة".

ولاحقا، ذكر مكتب إعلام الأسرى، أن "مروحيات تابعة للاحتلال تحلق في سماء سجن نفحة"، مضيفا أن ذلك "مؤشر خطير يدلل على وجود جرحى في صفوف الأسرى".

وتابع: "حذرنا مرارًا بأن الاعتداء على الأسيرات خط أحمر لن يمر دون عقاب، ونحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الأحداث داخل السجون".

وأكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ "جلسةً عُقدت بين ممثلي الأسرى، وإدارة السجون في سجن ’ريمون’، حول عمليات التنكيل غير المسبوقة التي نُفذت بحقّ الأسيرات، وجاءت الجلسة بعد سلسلة خطوات احتجاجية نفذها الأسرى على مدار أيام".

وذكر نادي الأسير أن "الجلسة تضمنت عرض كافة مطالب الأسيرات، وأبرزها وقف الاعتداء غير المسبوق بحقهن، وعدم تكراره، وإنهاء عزل الأسيرات الثلاث شروق دويات، ومرح باكير، ومنى قعدان".

وقال إنّ "الحوار المبدئي الحالي؛ جاء بشرط إنهاء عزل الأسيرات، ورفع العقوبات التي فُرضت عليهن، وعليه سيكون تنفيذ هذه الشروط هي البداية لحوار معمق سيستمر حول قضية الأسيرات".

اقرأ/ي أيضًا | سياسة ممنهجة بحق الأسيرات في الدامون: عقوبات وحرمان من الزيارات

وأوضح البيان أن "إدارة السجون أعلنت عن موافقتها على شروط الأسرى، ومع ذلك سيبقى هذا الإعلان مرهونا بالتنفيذ، علمًا بأنه وحتى اللحظة، لا توجد معلومات تؤكد إنهاء عزلهن، وفي حالة تم التأكيد سيكون هناك إعلان عن ذلك".

فيما أعربت الهيئة عن "قلقها على مصير وحياة الأسيرات، بخاصة أن إدارة السجون معزَّزة بوحدات القمع تمعن بفرض انتهاكاتها بحقهن، ضاربة بعرض الحائط، القوانين والأعراف الدولية"، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل لوقف القمع المرتكب بحقهن.

تنكيل وقمع للأسرى في نفحة

في السياق، ذكر مكتب إعلام الأسرى، أنّ "وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال تكبل أسرى قسم 12 في سجن نفحة بالسلاسل الحديدية، وتتركهم في ساحة السجن دون أغطية أو ملابس في ظل البرد الشديد".

وقال إن "إدارة السجون تنقل أعضاء الهيئه القيادية العليا لأسرى حماس: أشرف الزغير ومنير مرعي ومحمد عرمان، من سجن نفحة إلى جهة مجهولة".

وجاء التنكيل بالأسرى بعد أن حذّر نادي الأسير من "قيام إدارة سجون الاحتلال بعملية قمع واسعة بحقّ الأسرى في سجن نفحة، وتحديدًا في قسم 12، بعد مواجهة جرت بين أحد الأسرى وسجان".

وأوضح نادي الأسير في بيان مساء اليوم، أن "معلومات ترد تباعا تفيد بقيام إدارة السجون باستقدام قوات كبيرة من مختلف الوحدات القمعية، إضافة إلى مروحيات تحلق فوق السّجن".

وأشار إلى أن إدارة السجون "صعّدت منذ عام 2019 من عمليات القمع وسُجلت أعنفها في سجن النقب، وعوفر وريمون في حينه، وكانت الأشد عنفًا منذ أكثر من عشر سنوات، علمًا بأنه منذ مطلع العام الجاري استمرت إدارة السجون في تنفيذ عمليات قمع، كان آخرها بحقّ الأسيرات اللواتي واجهن عمليات قمع متتالية على مدار أيام".

"حماس" تحذّر الاحتلال من مغبّة الاستمرار في جرائمه ضد الأسيرات

من جهتها، باركت "حماس" "عملية الطعن البطولية التي نفذها الأسير البطل يوسف طلعت المبحوح، في وجه السجّان المجرم داخل سجن نفحة الصهيوني".

وأضافت أن "هذه العملية هي رد طبيعي على التصعيد الذي تتعرّض له الأسيرات الماجدات، ونحذّر العدو من مغبّة الاستمرار في جرائمه ضد الأسيرات والأسرى في سجونه"، محمّلة "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أيّ اعتداء على الأسرى، أو تصعيد ضدهم داخل السجون".

كما أدانت "الحركة النسائية الإسلامية – حماس"؛ "الانتهاكات الصارخة بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال"، وقالت في بيان: "إننا في الحركة النسائية الإسلامية -حماس إذ نستنكر هذه الممارسات الإجرامية بحق أسيراتنا، والتي ترقى إلى مستوى جرائم دولية، والخارجة عن كل الأعراف وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان؛ لَنَدعو كل القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية، ومنظمات المجتمع المدني التي تُعنى بحقوق المرأة حول العالم، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى الوقوف عند مسؤولياتهم بالضغط على العدو الصهيوني وإخضاعه للقانون الدولي ومحاسبته على جرائمه".

وأضافت الحركة: "كما ندعو جماهير شعبنا إلى تفعيل قضية الأسيرات، وتشكيل حالة إسناد فاعلة وقوية لإنهاء معاناة أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال، والضغط بقوة بكل السبل المتاحة لإنهاء هذه المعاناة، فأسرانا ليسوا وحدهم، ولن نتوانى عن نصرتهم بكل السبل المتاحة، وسنرغم السجان الصهيوني على إنهاء هذه المعاناة".

التعليقات