27/03/2022 - 16:15

ثلاثة أفلام تنافس على جائزة "الأوسكار"

بعد تعديلات قسرية فرضتها جائحة كوفيد-19 في السنتين الماضيتين، تعود حفلة الأوسكار، الأحد، إلى قاعتها التقليدية على جادة المشاهير في هوليوود، وسط منافسة محتدمة للغاية تبدو فيها أفلام "كودا" و"ذي باور أوف ذي دوغ" و"بلفاست" الأوفر حظا لنيل المكافأة الهوليوودية

ثلاثة أفلام تنافس على جائزة

(أ ب)

بعد تعديلات قسرية فرضتها جائحة كوفيد-19 في السنتين الماضيتين، تعود حفلة الأوسكار، الأحد، إلى قاعتها التقليدية على جادة المشاهير في هوليوود، وسط منافسة محتدمة للغاية تبدو فيها أفلام "كودا" و"ذي باور أوف ذي دوغ" و"بلفاست" الأوفر حظا لنيل المكافأة الهوليوودية الأبرز.

بقي فيلم الويسترن السوداوي النفسي "ذي باور أوف ذي دوغ" عن رجال لا يتقبلون حياتهم الجنسية، متصدرًا السباق فترة طويلة بعدما أظهرت الترجيحات في الأشهر الماضية أنه الأوفر حظا لنيل جائزة أفضل فيلم روائي طويل، ما سيشكل في حال حصوله فوزا تاريخيا لشبكة نتفليكس العملاقة التي لم تحصد بعد أي جائزة في هذه الفئة الرئيسية.

لكن منذ بضعة أسابيع، عادت أسهم فيلم "كودا" الكوميدي الدرامي المليء بالتفاؤل المقتبس من الفيلم الفرنسي الناجح "La Famille Belier"، إلى الارتفاع بقوة.

فقد اكتسح هذا العمل الذي يروي قصة طالبة في المدرسة الثانوية ممزقة بين شغفها الجديد بالغناء وعائلتها التي يعاني جميع أفرادها من الصمم ويعتمدون عليها للتواصل مع سائر العالم، جوائز النقابات السينمائية الأميركية واحدة تلو الأخرى.

وتصدّر هذا الفيلم ذو الميزانية الإنتاجية المنخفضة والذي بدأت رحلته في مهرجان ساندانس في كانون الثاني/يناير 2021، الجمعة، لأول مرة توقعات الخبراء في هذا القطاع، متخطيا فيلم "ذي باور أوف ذي دوغ".

وحل في المرتبة الثالثة فيلم "بلفاست" الذي يسترجع مخرجه كينيث براناه بالأبيض والأسود طفولته في خضم موجة أعمال العنف في إيرلندا الشمالية في نهاية ستينيات القرن العشرين.

وقال المتخصص في الجوائز السينمائية، كلايتون ديفيس، لمجلة "فاراييتي" المرجعية في المجال "السباق يدور بين عملين أو ثلاثة".

وتحدّث ديفيس عن "دينامية قوية" تصب في مصلحة فيلم "كودا". وأوضح لوكالة "فرانس برس" أن "السنتين الأخيرتين كانتا صعبتين للجميع. وفيلم كودا إيجابي ويعطي راحة نفسية. أظن أن المصوّتين يرغبون في دعم فيلم يبث الإيجابية".

وكال كثر المديح لفيلم "ذي باور أوف ذي دوغ" للمخرجة جين كامبيون خصوصا لجمالية مشاهده وقوة أداء ممثليه الذين رُشح أربعة منهم (بنديكت كامبرباتش وكيرستن دانست وجيسي بليمونز وكودي سميث ماكفي) لنيل جوائز في هذه النسخة الرابعة والتسعين من الأوسكار.

لكنّ آخرين انتقدوا العمل لجهة ما اعتبروه ضعفا في المشاعر التي يثيرها. وقال الصحافي في مجلة "هوليوود ريبورتر" سكوت فينبرغ إن هذا الفيلم "لا يروق للجميع".

وقد يكون ذلك عائقا مع اعتماد أسلوب التصويت التفضيلي على دورات عدة في فئة أفضل فيلم روائي طويل، إذ يصب ذلك في مصلحة الأعمال التي تحصد أكبر مقدار من الإعجاب لدى أكثرية المصوّتين.

لكن المفاجآت ممكنة دائما في الأوسكار، إذ إن المسابقة "لم تكن يوما مفتوحة كما هي حاليا"، وفق ما قال مصدر له حق التصويت في أكاديمية فنون السينما وعلومها، وهي الجهة المسؤولة عن منح جوائز الأوسكار، طالبا عدم ذكر اسمه.

ومن المزايا التي تصب في مصلحة "كودا" هو أنه فيلم مستقل مع ميزانية متواضعة (15 مليون دولار)، ما قد يشكّل عاملا إيجابيا بالنسبة للمصوّتين، رغم أنه يُبث على "ابل تي في +".

وقال صاحب الحق في التصويت لوكالة فرانس برس إن "بعض أعضاء الأكاديمية الذين أتحدث معهم لا يزالون مترددين في التصويت لفيلم من إنتاج نتفليكس في فئة أفضل فيلم طويل".

ولدى الممثلين، يبقى الأوفر حظا هذا العام أيضا النجم ويل سميث الذي يتمتع بشعبية كبيرة، عن دوره كأب بطلتي التنس سيرينا وفينوس وليامس في فيلم "كينغ ريتشارد".

كما ينافس تروي كوتسور، أحد نجوم "كودا"، لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي. هذا الممثل الأصمّ الذي يؤدي دور أب محب ولكن فاقد الحيلة أحيانا لمراهقة لا تعاني مشكلات سمعية، حقق نجاحا كبيرا في مختلف مهرجانات الجوائز السينمائية هذا الموسم.

لكنّ المنافسة أقوى بكثير في صفوف الممثلات.

ورأى سكوت فينبرغ أن "المرشحات الخمس لديهن جميعًا حظوظ فعلية للفوز" هذا العام، رغم أن جيسيكا تشاستين التي تؤدي دور مبشّرة تلفزيونية في "ذي أيز أوف تامي فاي"، تبدو "الأوفر حظا".

وأقر كلايتون ديفيس بأن هذا الخيار يبدو الأقل مجازفة لكنه أشار إلى أن حظوظ بينيلوبي كروث ليست ضعيفة وهي قد تُحدث مفاجأة بفضل أدائها في فيلم "مادريس باراليلاس" لبيدرو المودوفار.

ويُتوقع أن تفوز أريانا دوبوز بأوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن أدائها في النسخة الجديدة من فيلم "ويست سايد ستوري" لستيفن سبيلبرغ، لكن الأخير يواجه صعوبة في التغلب على جين كامبيون التي تملك حظوظا قوية للفوز بثاني أوسكار في مسيرتها الإخراجية بعد جائزتها الأولى عن فيلم "ذي بيانو".

ومن المتوقع أن يتمايز فيلم "دون" في فئات تقنية كثيرة، بينها التصوير الفوتوغرافي والصوت والمؤثرات الخاصة.

ويأمل المنظمون وقناة "إيه بي سي" الناقلة للحدث أن تستعيد المناسبة جمهورها بعد التراجع الكبير في أعداد المشاهدين خلال السنوات الأخيرة.

فقد استقطبت نسخة 2021 ما لا يزيد عن عشرة ملايين مشاهد، في انخفاض بنسبة 56% عن العام السابق الذي سجل بدوره أدنى مستوى قياسي لأعداد المشاهدين.

ولاستقطاب المتابعين، أطلق المنظمون هذا العام "جائزة المعجبين" التي يمنحها المتابعون من خلال تصويتهم عبر الشبكات الاجتماعية.

وقال كلايتون ديفيس إن القائمين على الأوسكار اتخذوا هذه المبادرة "سعيا لجذب جمهور جديد من جيل تيك توك".

كما يأمل المنظمون في جذب المشاهدين بفضل العرض الذي ستقدمه ملكة البوب بيونسيه والمغنية بيلي ايليش خلال أمسية الأوسكار التي تتنافس خلالها أغنيتان لهما للفوز عن فيلمي "كينغ ريتشارد" و"نو تايم تو داي" (أحدث أفلام جيمس بوند).

التعليقات