عزمي بشارة: جوهر الصهيونيّة يتناقض مع الدولة الديمقراطيّة

قال بشارة إن إسرائيل هي دولة لملايين البشر الذين ليسوا موجودين فيها، وفي حين وحّد احتلال الـ67 أراضي فلسطين التاريخية، فإن الديمقراطية اليوم هي لليهود فقط، الذين يشكلون نصف عدد سكان إسرائيل إلى جانب العرب.

عزمي بشارة: جوهر الصهيونيّة يتناقض مع الدولة الديمقراطيّة

الدكتور بشارة متحدّثا خلال اللقاء

قال المفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، إن أول نقد يوجَّه للديمقراطية الإسرائيلية، هو أنها دولة استيطانية قامت على أراضي الآخرين، وذلك خلال حلقة من برنامج "قراءة ثانية"، بُثَّت عبر شاشة "التلفزيون العربي".

وأشار بشارة إلى أن التطابق في إسرائيل بين القومية والدين حتى عند الآباء المؤسسين، وهم جميعا من العلمانيين، منَع تحوّل إسرائيل إلى دولة مواطنة حقيقية.

وأوضح بشارة أن المواطنة في إسرائيل نوعان: جوهري وهو لليهود، ليس المقيمين فيها وحسب، ولكن لكل يهود العالم. أما السكان الأصلانيون المولودون في الأرض، فقد عوملوا وكأنهم طارئون أتوا من الخارج.

وقال بشارة إن تصدير المسألة اليهودية إلى منطقتنا كان هدف الغرب منذ البداية، وبهذا حاول الغرب إراحة ضميره وأصبح التضامن مع إسرائيل بديلا عن التكفير عمّا فعله الغرب مع اليهود على مدى قرون.

وردًّا على سؤال حول مظاهر الديمقراطية في إسرائيل، أوضح بشارة أن إسرائيل في إدارتها لذاتها كدولة لليهود، هي دولة مؤسسات حقيقية وليست لعبة أو تمثيلية، لأنه لا يمكنهم أن يديروا التنوع داخلهم إلا بهذه الطريقة.

وأشار بشارة إلى أن هناك الكثير من اليهود العلمانيين يحرمون من أمور يعتبرونها حقوقا لهم، ضمن اللعبة الديمقراطية الداخلية.

وقال بشارة إن إسرائيل هي دولة لملايين البشر الذين ليسوا موجودين فيها، وفي حين وحّد احتلال الـ67 أراضي فلسطين التاريخية، فإن الديمقراطية اليوم هي لليهود فقط، الذين يشكلون نصف عدد سكان إسرائيل إلى جانب العرب.

وأرجع بشارة نظرة بعض العرب لإسرائيل على أنها دولة ديمقراطية، إلى المظاهر الديمقراطية فيها، مثل تداوُل السلطة، ومحاسبة المسؤولين، والمستوى المعيشي المرتفع، وذلك مقابل انعدام هذه الأمور عربيًّا.

وقال بشارة إن النضال الوطني الفلسطيني على أساس المطالبة بدولة ديمقراطية لكل المواطنين، هو أمر على تناقُض دائم مع الصهيونية، لأنها بجوهرها لا يمكن أن تصبح دولة ديمقراطية.

التعليقات