كيف نحمي أطفالنا ونحافظ عليهم بالعطلة الصيفية؟

أنهى الطلاب العرب من مراحل الطفولة المبكرة (الروضات والبساتين) والابتدائية والإعدادية والثانوية في البلاد، وعددهم 715 ألف طالب وطالبة، عامهم الدراسي، وخرجوا إلى عطلتهم الصيفية لمدة شهرين.

كيف نحمي أطفالنا ونحافظ عليهم بالعطلة الصيفية؟

أنهى الطلاب العرب من مراحل الطفولة المبكرة (الروضات والبساتين) والابتدائية والإعدادية والثانوية في البلاد، وعددهم 715 ألف طالب وطالبة، عامهم الدراسي، وخرجوا إلى عطلتهم الصيفية لمدة شهرين.  

وقالت المركزة الجماهيرية لأمان الأطفال في مؤسسة "بطيرم" كيتي نويصر، لموقع "عرب 48" إن مخاطر جمة تواجه الأطفال العرب في العطلة الصيفية بسبب قضاء معظم أوقاتهم في اللعب واللهو بالشوارع أو في ساحات البيوت، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم وأمانهم الشخصي، ويتحمل الأهل مسؤولية المخاطرة بحياة الأطفال بسبب تركهم في أماكن غير آمنة.

 

ما هي أبرز أسباب إصابات الأطفال؟

نويصر: في الحقيقة، نحن نشهد ارتفاعا ملحوظا في الإصابات خلال العطلة الصيفية، وهناك أنواع من الإصابات؛ مثال على ذلك: السقوط من أماكن مرتفعة بسبب شدة الحر ووجودنا مع أطفالنا على الشرفات وترك النوافذ مفتوحة وبدون واقٍ للنافذة ما قد يُسبب سقوط الأطفال من أماكن مرتفعة وهو السبب الرئيسي للوفيات كما شهدنا مؤخرا حالة وفاة راح ضحيتها طفل من منطقة الشمال.

مَن يتحمّل مسؤولية سقوط الأطفال من أماكن مرتفعة؟

نويصر: هذه الإصابات قد تُخضع الأطفال للمكوث في المشافي للعلاج، لهذا يُنصح الأهالي والجدّات والأجداد الانتباه إلى عدم ترك أي أدوات على الشرفات والتي قد تكون وسيلة للتسلق عليها من قِبل الأطفال لتنتهي حياة الأطفال، لا سمح الله، بسقوطهم، ويجب تركيب حديد الشبابيك تحسبا من حُب استطلاع الطفل ورغبة منه بالنظر لما يجري في الخارج عبر الشباك، وهذه أبرز أسباب سقوط الطفل من الشرفة.

ما هي المخاطر الأخرى التي قد يتعرض لها الأطفال؟

نويصر: بين المخاطر التي يتعرض لها أطفالنا للأسف، الغرق في موسم السباحة؛ لذا يُمنع بتاتا من الأهل ترك طفلهم (دون سن السادسة) حتى لو كانت المدة التي قضاها أقل من ثانية، وقد يحصل تماس كهربائي ما يُسبب كارثة، وفي حال وقوع الكارثة فإن الأهل يتحملون المسؤولية عن وقوع أي مس أو ضرر لأطفالهم، ويُعتبر هذا الأمر تقصير مِن قبل الأهل أو المشرف على الاهتمام وحماية الطفل.

هل من تحذير من ترك الأطفال يلهون أثناء الرحلات والمخيمات الصيفية؟

نويصر: تبدأ رحلات الشواء هذه الأيام في المناطق الخضراء والمتنزهات، وعلى الأهل الانتباه والحرص الشديد على مراقبة الأطفال أثناء تحضير الوجبات أو القيام بالشواء، إذ قد يتعرض الطفل لخطر الإصابة بسبب حب استطلاعه أثناء شواء اللحوم والتجمهر حول المنقل، وقد يصاب بحروق خطيرة. وكشفت المعطيات أنّ 10% من الإصابات التي تحدث سببها وجود الأطفال قرب الطعام الساخن أو قرب الغاز أو المنقل، ما قد يصيبه بحروق وإصابات متكررة.

لماذا يجري دائما الحديث عن المراقبة الفعالة من جيل الولادة وحتى جيل أربع سنوات؟

نويصر: يُمنع بتاتا ترك الأطفال حتى جيل أربع سنوات دون مراقبة، ما يشكل خطرا كبيرا على الأطفال، وعلى الأهل الحرص وضمان وجود الطفل أمام الأعين، لأنها أخطر مرحلة عُمرية، وهذا يشير إلى أن البيت ومحيطه ليس المكان الآمن لأطفالنا بسبب عدم توفر المراقبة الفعالة، إضافة إلى أن المحيط والبيئة غير آمنة.

كيف نحمي الأطفال ونوفر لهم برنامجا مفيدا؟

نويصر: بما أنّ فترة الصيف تستدعي وجود الأطفال في ساحات البيت نوصي الأهل بالحرص والتشديد على الأمان من خلال وجود مراقِب بالغ، وعلينا كأهل الحرص على تحضير برنامج ثري ومفيد وممتع للأطفال، قبل انشغالنا، فمثلا يمكن إشغال الأطفال بمتابعة فيلم، أو تناول الفواكه الطريّة للأجيال الصغيرة، خوفا من الاختناق، أو يمكن هرس الفواكه بالخلاط من أجل إسعاد أطفالنا وضمان تغذية سليمة.

ما هي الإصابات الشائعة في فصل الصيف؟

نويصر: السقوط من أماكن مرتفعة، الغرق، الدهس خلال سير السيارة للوراء في ساحات البيوت، نسيان الأطفال داخل المركبة، ترك الأطفال داخل المركبة، التسمم من مبيدات الحشرات والزواحف، ولذلك ينصح بإبعاد مواد التنظيف أيضا عن محيط الأطفال، كذلك فإن حوادث الطرق وخاصة حين قيادة الدباب (التراكتورون) والدراجات الكهربائية أو الهوائية تتسبب بالإصابات الشائعة خلال العطلة الصيفية.

كيف بالإمكان كيفية تفادي الغرق في موسم السباحة؟

نويصر: في الحقيقة، الغرق حالة شائعة في فصل الصيف وبالتحديد في العطلة الصيفية، كما أنّ عملية الغرق ليست بحاجة لبحر أو بحيرة أو بركة سباحة، وإنما قد تحدث للأطفال داخل البيت، في دلو ماء أو حوض الحمام أو في بركة بلاستيكية في ساحة البيت ومن ثم الأماكن التي قد تكون مفتوحة خارج البيت، وأغلب حالات الغرق تنتهي بمصرع الطفل لأنها لا تستغرق وقتا طويلا، بسبب تشوُش جهاز التنفس المغمور تحت الماء وعدم وجود مراقِب فعال، ما يؤدي خلال بضع دقائق للوفاة، ويُنصح تواجد الطفل أمام أعين الأهل طوال الوقت، أثناء وجوده في مجمعات مياه.

هل من نصائح وتعليمات أخيرة للحفاظ على أمان الأطفال الشخصي؟

نويصر: لا تزال المخاطر موجودة في مجتمعنا للأسف، ومن بينها الدهس خلال سير المركبات للوراء وهذه إحدى الإصابات الشائعة، وقد تكون مرتبطة بالبنية التحتية، وتُعد ساحة البيت جزءا من البيت، وهي في إطار مسؤولية الأهل. للأسف، أغلب الحوادث تقع في ساحة البيت من أعز وأقرب الناس للطفل، وقد يتواجد الطفل في الساحة دون مرافِق بينما يشعر الأهل أن الطفل في محيط البيت ولا يشكل خطرا عليه، لكن قد يتواجد الطفل في مساحة مميتة ودخول أي مركبة أو خروجها من الساحة قد يؤدي إلى كارثة.
أنصح الأهل بتفهم احتياجات الأطفال من حيث اللعب واللهو، ومن الممكن أن يكون المكان المناسب هو ساحة البيت شرط ملاءمته بوضع حاجز ما بين موقف السيارات ومكان اللعب، بوجود مراقِب فعّال أثناء اللعب في الساحة.
الأخطر بين الحوادث نسيان الأطفال في المركبات، إذ أصبحت شائعة للأسف، وبسبب النسيان ارتفعت نسبة وفيات الأطفال مقارنة بسنوات سابقة بسبب الضغوطات والأعباء والحياة المكتظة بالانشغالات، لكن هذا ليس سببا لنسيان أطفالنا خاصة في الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة، ما يُنذر بكارثة على الأطفال، وننصح بإجراء حوار أثناء السفر مع أطفالنا لنلهي الطفل ونشاركه، ولتفادي النوم الذي قد يسبب لنا نسيانه، إضافة لخطر استعمالنا الهاتف الخليوي وقضاء أعمالنا وأشغالنا من خلال محادثاتنا التي ربما تكون سببا لحوادث الطرق الخطيرة.

التعليقات