كيف نحمي أنفسنا من الجرائم الإلكترونية؟

"أولى الخطوات التي يجب اتخاذها عند التعرض للابتزاز، هو قطع التواصل مع من يحاول أن يبتزك بمختلف الطرق، حتى وإن احتاج الأمر حذف الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، حذف الواتس أب، أي الاختفاء الافتراضي"

كيف نحمي أنفسنا من الجرائم الإلكترونية؟

صورة توضيحية (Gettyimages)

تتفاقم في السنوات الأخيرة الجرائم الإلكترونية المختلفة والساعية إلى جني المال السريع عبر الشبكة، من خلال استغلال الآخرين، ويرى المختصون في أمن المعلومات والسايبر، أن أولى خطوات الحصانة من الجرائم الإلكترونية تكون من خلال اكتساب ثقافة رقمية مناسبة، فنحن نتواجد على المنصات الرقمية والعالم الافتراضي لساعات طويلة يوميا، وعليه هناك ضرورة لاكتساب ثقافة رقمية مناسبة كي لا نكون فرائس سهلة للجرائم الإلكترونية.

عبد الله ميعاري

ويقول المربي، عبد الله ميعاري من سخنين، في حديثه لـ"عرب48" إننا "نعلم أن الدوافع للجرائم الإلكترونية لأجل جني المال، وهي منتشرة بحجم واسع جدا، وما يصل إلى الجهات الرسمية هو جزء طفيف جدا من الأرقام الحقيقية، لأن معظم الضحايا يفضلون التستر على تعرضهم للابتزاز خوفا من ‘الفضيحة‘، لذا أنصح كل إنسان يتعرض للابتزاز؛ أولا عدم التسرع ودفع مبالغ طائلة لمن يدعي الخبرة وأنه سيحميه، ولا نصدق أبدا من يدعي أنه سيحمي حسابك على ‘غوغل‘ أو ‘ميتا‘، لإنها أصلا شركات عملاقة ولا يمكن اختراقها، لتبسيط الأمر لديك حساب هو بمثابة خزنة داخل بيتك، فهل كنت ستترك الخزنة مفتوحة للسرقة، هكذا هي الحسابات الرقمية، لا تقدم لاي شخص معلومات قد تستخدم لابتزازك، وكذلك أيضا لا تفتح روابط تكون بمثابة موافقة على منح صلاحيات للتصرف بحسابك".

وشدد ميعاري على أن "أولى الخطوات التي يجب اتخاذها عند التعرض للابتزاز، هو قطع التواصل مع من يحاول أن يبتزك بمختلف الطرق، حتى وإن احتاج الأمر حذف الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، حذف الواتس أب، أي الاختفاء الافتراضي لأنه من غير الممكن لإنسان تحمل الضغط النفسي الناجم عن محاولة الابتزاز، وتذكر إنك إن دفعت مرة ستدفع كل مرة، وأحيانا تتحول إلى ماكينة نقدية لأولئك الذين تلجأ إليهم ليحومنك من الجرائم، أقصد بعض المدّعين وفي هذه الحالة تهرب من ابتزاز إلى ابتزاز، وهذا العالم تحول إلى جذب تجاري، بل إن بعض الحالات تحول المعالج إلى ذات أسلوب الابتزاز".

وحول أماكن تواجد هذه الجرائم قال ميعاري إن "أكثر هذه الجرائم تقع في فيسبوك، إنستجرام وسناب تشات، حسب جيل الضحية، كثر تصلهم روابط مشاهدة ثم الوصول إلى واتس أب، وهكذا تتحول إلى إنسان مكشوف أمام الشخص الذي يمارس هذه الجرائم، وبسرعة تتحول إلى ضحية جريمة إلكترونية، البعض قد يقول إن البيانات سرقت من شركة غوغل أو ميتا، وهذا غير واقعي، لأنه ما من أحد يدخل بيتك بدون أن تفتح له الباب، مثلا يرسل إليك رابط وتدخل إليه، وحذار من تسليم شخص لكود وصلك إلى الهاتف أو أي معلومة تؤدي عمليًا إما إلى تنزيل واتس أب على هاتف آخر أو حتى سحب أموال من خلال التطبيقات، لا تثق بأي رسالة تصلك تحذرك من اختراق بياناتك، تحقق من كل شيء قبل أن تسلم أي معلومة، لا نعطي بيانات أرقام هاتف أو هوية، شركات الفيزا أو البنك أو غيرها لن ترسل لك رسائل كهذه، فهذه بالعادة محاولات ابتزاز أو سرقة".

وعن قدرة القانون والحماية "علينا أولا التحلي بالمسؤولية الشخصية والتوعية الرقمية، فالقانون موجود للعقوبات ولكن تعقب هذه الجرائم هو أمر صعب، بسبب الكم الهائل والقدرة على التخفي بالهوية الرقمية، في إسرائيل هناك موضوعان يكون القانون معهما حازما، البيدوفيليا وأمن الدولة، أما القضايا الأخرى فهي أقل اهتماما، بسبب القدرة على التخفي ما يجعل القدرة على الوصول إليهم صعبة، لذا الشرطة غير قادرة أو من الصعب عليها تخصيص هذه الموارد لمتابعة هذه الجرائم".

أمين أبو هيكل

ويرى المختص في أمن المعلومات والسيابر، أمين أبو هيكل، في حديث لـ"عرب 48" إننا "نعيش في عصر رقمي، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الكثير منا. مع تزايد استخدام هذه المنصات، انتشرت أيضًا ظواهر سلبية عديدة تتضمن الحسابات المزيفة، ضحايا الابتزاز الجنسي، الجرائم المالية وسرقة البيانات الشخصية والمالية، بالإضافة إلى سرقة البريد الإلكتروني".

وأضاف أبو هيكل إنه "علينا تقديم بعض النصائح لحماية حساباتنا من هذه الظواهر على الشبكة، في مواقع التواصل الاجتماعي، يُفضل التحلي بالأخلاق واحترام خصوصية الآخرين وعدم نشر معلومات مضللة أو غير صحيحة، ينبغي تجنب نشر الصور والمعلومات الشخصية الحساسة والمحتوى المسيء أو المشين".

وعن ظاهرة الحسابات المزيفة قال أبو هيكل: "تنتشر الحسابات المزيفة بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدمها الأشخاص لنشر المحتوى الضار أو لاستغلال الآخرين. يجب توخي الحذر عند التعامل مع الحسابات المشبوهة والإبلاغ عنها لإدارة المنصة. ويقع كثيرون من ضحايا الابتزاز الجنسي على شبكات التواصل الاجتماعي التي تبدأ عادةً من حسابات مزيفة أو تعمل ضمن شبكة، ويعتبر الابتزاز الجنسي من أبرز المشكلات المتزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي".

كيف تنصح المبحرين على الشبكة بحماية حساباتهم؟

أولا؛ يجب حماية كلمة المرور، عليك استخدام كلمة مرور قوية وفريدة لكل حساب على الإنترنت، وتأكد من تغييرها بشكل دوري، يمكن استخدام مدير كلمات المرور لتخزين كلمات المرور الخاصة بك بأمان.

على منصة "فيسبوك"؛ مثلا يمكن اتخاذ إجراء التحقق بخطوتين: قم بتفعيل خاصية التحقق بخطوتين عندما تكون متاحة، حيث تعمل على إضافة طبقة إضافية من الأمان لحساباتك. ثم عليك الحذر من الروابط والمرفقات، لا تفتح الروابط والمرفقات المشبوهة في الرسائل الإلكترونية أو رسائل التواصل الاجتماعي، حيث قد تحتوي على فيروسات أو برمجيات خبيثة.

كيف يمكننا التحقق من المصادر الموثوقة للمعلومات؟

هناك منصات مختصة بالتحقق من مصداقية المعلومات على الشبكة، عليك التأكد من مصداقية المصادر قبل مشاركة المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.

كثر يرغبون في مشاركة لحظاتهم الخاصة، رحلاتهم أو لحظات عائلية خاصة أو غيرها من المعلومات الخاصة كيف تنصح مستخدمي الشبكة؟

يجب تحديد إعدادات الخصوصية ومستوى المعلومات التي نرغب في أن يعرفها الآخرين، راجع إعدادات الخصوصية الخاصة بحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي وتأكد من تحديدها بما يتوافق مع مستوى الخصوصية المرغوب، عليك الحذر من الاحتيال والابتزاز، خاصة عندما تتعامل مع أشخاص غرباء على الإنترنت، وتجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة معهم، لا ننسى أن لكل منصة هناك إدارة وعلينا المساهمة في الحد من ظاهرة الاحتيال والابتزاز، فإذا واجهت شكلا من هذه الاعتداءات عليك التبليغ عن السلوك المشبوه، إذا واجهت حسابات أو محتوى مشبوه أو مضر، قم بالإبلاغ عنه إلى إدارة المنصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة".

التعليقات