تحليل: هل ما زالت إسرائيل تردع حزب الله؟

وقعت في الفترة الأخيرة عدة أحداث وترددت عدة أنباء وتقارير مفادها أن حزب الله عاد إلى نشاط عسكري، بعضه ظاهر، في جنوب لبنان وخاصة عند الحدود مع إسرائيل. وبرز هذا النشاط في تفجير لغمين في مزارع شبعا ما أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين

تحليل: هل ما زالت إسرائيل تردع حزب الله؟

وقعت في الفترة الأخيرة عدة أحداث وترددت عدة أنباء وتقارير مفادها أن حزب الله عاد إلى نشاط عسكري، بعضه ظاهر، في جنوب لبنان وخاصة عند الحدود مع إسرائيل. وبرز هذا النشاط في تفجير لغمين في مزارع شبعا ما أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين، في 7 تشرين الأول الجاري، وتبني الحزب المسؤولية عنه، إلى جانب تفجير لغم في آذار الماضي قرب سيارة جيب عسكرية إسرائيلية

وتنظر إسرائيل إلى هذه التطورات على أنها تخرق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي اتخذ في نهاية حرب لبنان الثانية في العام 2006، وينص على حظر تواجد عسكري لحزب الله في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.

من الجهة الأخرى، تشير تقارير صحفية لبنانية إلى أن إسرائيل تسمح بدخول مجموعات جهادية متطرفة من سوريا إلى لبنان عبر معبر قريب من جبل الشيخ. وعلى ضوء تحريك إسرائيل لأحداث عند مثلث الحدود بينها وبين سوريا ولبنان، فإن حزب الله، وفقا لتقارير لبنانية، يرى أنه ملزم باتخاذ إجراءات دفاعية غير مألوفة. ولذلك فإن تفجير الألغام في شبعا، يعتبر رسالة إلى إسرائيل بأنها ستتحمل مسؤولية تغيير قواعد اللعبة في لبنان.

وفي هذا السياق، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، أن هذه التقييمات تستوجب إعادة النظر في المفهوم السائد في إسرائيل، وبموجبه أن حزب الله ما زال مرتدعا بأيدي إسرائيل في أعقاب حرب العام 2006، وعلى أثر القوة العسكرية المفرطة التي استخدمت في العدوان الأخير على قطاع غزة، وما إذا كان حزب الله لا يزال غير معني بجولة قتال ضد إسرائيل بسبب "انشغاله في الحروب الدائرة في لبنان وسوريا والعراق".

وأشار هارئيل إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل، حاليا، هي أن جهاز الأمن لا يلحظ تغيرا جوهريا في مصالح حزب الله وأن الحزب لا يخطط لصدام مسلح مع إسرائيل.

رغم ذلك، اعتبر هارئيل أن تفجير اللغمين في مزارع شبعا كان يمكن أن يؤدي إلى مقتل جنود إسرائيليين، ولذلك اعتبر المحلل أن عملية حزب الله هذه كانت تنطوي على "رهان خطير"، لأنه في هذه الحالة كانت إسرائيل سترد على مقتل جنودها بشدة "إن لم يكن بشن حرب".

وأضاف هارئيل أن هذه العملية تعكس "ثقة متزايدة بالنفس من جانب حزب الله، على خلفية الخبرة العسكرية الواسعة التي جمعها مقاتلو الحزب في الحرب الأهلية في سوريا".

إلا أن هارئيل لم يستبعد تفسيرا آخر لتفجير اللغمين، وهو محاولة صرف الأنظار عن الصراع الداخلي في لبنان، أو ردع إسرائيل كي تتوقف عن تنفيذ عمليات ضده داخل لبنان.

وحذر المحلل أن على إسرائيل، في أعقاب هذه التطورات والتقييمات، أن تدرس جيدا الأمور قبل أن تقدم على قصف قافلة نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، مثلما فعلت في السنتين الأخيرتين.
 

التعليقات