وقفة احتجاجية تنديدا بمحاولة اقتحام كنيسة مار إلياس في حيفا: الشرطة توقف مستوطنيْن فقط وتفرج عنهما

أوقفت الشرطة الإسرائيلية، مستوطنيْن شاركا في محاولة اقتحام كنيسة ودير مار إلياس على جبل الكرمل بمدينة حيفا، اليوم الأحد، لتفرج عنهما بعد ذلك بساعات قليلة، فيما تظاهر أهال من المدينة، تنديدًا باقتحامات الجماعات الاستيطانية المتكررة للدير وللكنيسة.

وشارك العشرات في وقفة احتجاجية، أقيمت أمام الكنيسة، في وقت متأخر من مساء الأحد.

وشملت الوقفة الاحتجاجية، صلوات وتراتيل، أُقيمت أمام الكنيسة؛ كما عُلِّق صليب ضخم على إحدى السيارات التي سارت على الشارع بين المحتجين.

وكان الداعون للوقفة الاحتجاجية، قد أكّدوا في ملصق عمّموه ، أن الوقفة تأتي "تضامنا مع رهبان الدير، وإخوتنا في حيفا"، من قِبل المستوطنين المتطرّفين.

وحاول نحو 50 متطرفا يهوديا، بينهم أعضاء في منظمة "لافاميليا" الفاشية، وصلوا إلى دير مار إلياس بواسطة حافلات للركاب، في وقت سابق اليوم، اقتحام الكنيسة، ولكن تصدى لهم عدد من الشباب الذين تواجدوا في المكان.

وسادت أجواء متوترة ومشحونة بين الحضور في الكنيسة، في أعقاب محاولة اقتحام جديدة من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود.

وهذه المحاولة الثانية خلال أسبوع لاقتحام المكان المقدس، إذ حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود اقتحام الكنيسة، يوم الثلاثاء الماضي، ومنعهم الشباب من تنفيذ ذلك.

وقالت الشرطة في بيانها: "استمرارا للحدث في كنيسة ستيلا ماريس في حيفا، والذي وصل خلاله العشرات من طلاب المدرسة الدينية للصلاة هناك، تصاعدت الاحتكاكات مع المسيحيين في الكنيسة التي تصاعدت إلى أعمال عنف، دون وقوع إصابات"، تم اعتقال مستوطنيْن.

وأضافت الشرطة: "اعتقل ضباط شرطة مركز حيفا بمساعدة وحدة الإنفاذ في بلدية حيفا، اثنين من سكان القدس (41، و27 عاما) ينتمون لإحدى المدارس الدينية في (القدس المحتلة)، للاشتباه في مخالفتهما للنظام العامّ، والإضرار بالمشاعر الدينية، لاستجوابهما".

وأكد البيان أنه "تم الإفراج عن المشتبه بهما في نهاية التحقيق، في ظل ظروف تقييديّة، بما في ذلك الإبعاد عن مدينة حيفا".

"الرئاسية لشؤون الكنائس": الاعتداء على الكنيسة سياسة ممنهَجة لفرض التهويد

وفي سياق ذي صلة، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، اعتداء المستوطنين على الكنيسة والدير.

جاء ذلك في بيان صدر عن رئيس اللجنة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي خوري، أشار فيه إلى تصاعد الاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية، مضيفا أن هناك محاولات لاختلاق الروايات والأساطير من قبل المستوطنين المتطرفين عن مقامات دينية، لا تمت للحقيقة بصلة، كما حدث في وقت سابق في منطقة قبر يوسف بمدينة نابلس وغيرها.

وأكد خوري أن هذه المحاولات كافة، هي سياسات ممنهجة لتطبيق التهويد الذي تسعى له الحكومة الإسرائيلية، مضيفا أن الاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية هي نتيجة للصمت العالمي على كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وعدم وجود رادع حقيقي يضع حدا للسياسات الإسرائيلية العنصرية.

وقال خوري إن الأمم المتحدة تحتاج أن تتحمل مسؤوليتها لتجبر إسرائيل على تطبيق القوانين والشرعيات الدولية.

ويتعرض دير مار إلياس للاعتداءات منذ عدة أشهر من قبل المستوطنين، بدعوة من رجل دين يهودي بادعاء وجود آثار لنبي أسفل الكنيسة.

وقد تصادف الاعتداء الأخير على الدير مع الاحتفال بعيد مار إلياس، وتوافد المصلين والزوار إلى الكنيسة.