وادي عارة: التحريش متواصل وخرائط هيكلية مع وقف التنفيذ

يعقد المجلس القطري للتخطيط والبناء، يوم غدٍ الثلاثاء، جلسة خاصة هي الثانية خلال أقل من أسبوعين؛ لمناقشة مخطط التحريش والغابات في المثلث الشمالي من قِبَل مديرية لجنة التخطيط بالمجلس، التي ستناقش أيضا إيداع الخرائط الهيكلية الشمولية لكفر قرع، وبلدة عرعرة، وعارة،

وادي عارة: التحريش متواصل وخرائط هيكلية مع وقف التنفيذ

جانب من وادي عارة (تصوير: "عرب 48")

يعقد المجلس القطري للتخطيط والبناء، يوم غدٍ الثلاثاء، جلسة خاصة هي الثانية خلال أقل من أسبوعين؛ لمناقشة مخطط التحريش والغابات في المثلث الشمالي من قِبَل مديرية لجنة التخطيط بالمجلس، التي ستناقش أيضا إيداع الخرائط الهيكلية الشمولية لكفر قرع، وبلدة عرعرة، وعارة، ومدنية أم الفحم.

ويأتي انعقاد المجلس القطري في الوقت الذي تواصل لجنة التنظيم والبناء اللوائية في حيفا، إصدار أوامر الهدم الإدارية للمنازل والمنشآت التجارية في المثلث الشمالي، بذريعة البناء غير المرخص، والتي كان آخرها هدم بيت المواطن إبراهيم مرزوق في حي خور صقر في قرية عرعرة.

وتتواصل المشاورات للمصادقة على مخطط التحريش والغابات في المثلث الشمالي ووادي عارة، بموجب توصيات مخطط "تاما 22" الذي يقضي بتحويل 6000 دونم من الأراضي لمناطق غابات، منها 2000 دونم بملكية خاصة للمواطنين العرب.

باقة وجت (تصوير: "عرب 48")

 كما تتواصل الجلسات للجنة اللوائية في ظل الاعتراضات من قِبَل الكيبوتسات والمجلس الإقليمي "منشة" على المخطط الهيكلي الشمولي، وعلى المنطقة الصناعية لباقة وجت، وتُعارض بلدة "كتسير" توسيع مسطح عرعرة من الجهة الشرقية، حوالي 700 دونم للبناء.

وفي خضم الجلسات ومع تواصل النضال الجماهيري والرسمي للسلطات العربية بالمثلث الشمالي للمصادقة على الخرائط الهيكلية وتقديم خرائط تفصيلية لضم أحياء سكنية لنفوذ البناء وإلغاء شبح الهدم، ومع تواصل معركة الأرض والمسكن ومحاولات التصدي لمجنزرات الهدم، زعمت اللجنة اللوائية في حيفا، أن مجلس التخطيط القطري صادق على تحريش 5800 دونم في وادي عارة، وهو الأمر الذي سيمكن أيضا إضافة مسطحات لبناء 12 ألف وحدة سكنية في أم الفحم، بينما يدور الحديث في كفر قرع عن بناء مستقبلي لحوالي 14 ألف وحدة سكنية، وفي عرعرة ستكون هناك إمكانية لإضافة 2000 وحدة سكنية.

جانب من أم الفحم (تصوير: "عرب 48")

وستُمكن مصادقة مجلس التخطيط القطري على مخطط التحريش والغابات في وادي عارة، إضافة 2100 دونم لنفوذ البناء في مدينة أم الفحم، بينما في كفر قرع ستتم إضافة 1400 دونم لمسطح ونفوذ البناء ضمن الهيكلية، بينما سيتم إضافة 2300 دونم لمسطح البناء في عرعرة وعارة.

ووفقا لرئيسة لجنة التنظيم والبناء اللوائية بحيفا، إيتمار بن دافيد، فإن الحديث يدور عن احتياط كبير من الأراضي التي صنفت ضمن المخطط اللوائي للتحريش والغابات (تمام 6) والمخطط القطري للغابات (تمام 22)، كمناطق غابات وأحراش كان يحظر البناء ضمن نفوذها.

ويدور الحديث عن مسطح الأحراش والغابات التي أحاطت في البلدات العربية في المثلث الشمالي من باقة وجت مرورا بقرى وادي عارة ومدينة أم الفحم، حتى مشارف قرية سالم.

جانب آخر من أم الفحم (تصوير: "عرب 48")

تغييرات وتعديلات

وتعكف السلطات المحلية على إعداد خرائط هيكلية لتوسيع مناطق نفوذها وتلبية احتياجات السكان في البناء والإسكان والمناطق الصناعية، لكن يستحيل إقرار الخرائط الهيكلية لطالما تم تحديد مناطق واسعة تحت نفوذها على أنها غابات وأحراش، وستمكن قرارات مجلس التخطيط القطري السلطات المحلية، من إيداع الخرائط الهيكلية في اللجنة اللوائية بحيفا، لمناقشتها والمصادقة النهائية عليها.

ووفقا لمجلس محلي كفر قرع، فقد قررت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء، إحداث تغييرات في التنظيم اللوائي يمكن توسيع مساحات تطوير بلدة كفرقرع بآلاف الدونمات، إذ صادقت اللجنة على إضافة 1400 دونم لمسطح البلدة ستمكن من بناء 14 ألف وحدة سكنية.

أراضي الروحة بوادي عارة (تصوير: "عرب 48")

وذكر رئيس مجلس كفر قرع، المحامي فراس بدحي، أن التغييرات المطلوبة شملت توسيع مساحة الخارطة الهيكلية اللوائية (تمام 6)، وأيضا تغيير انتشار مسطح الأحراش والغابات في نفوذ مسطح القرية، إذ ستمكن تلك التغييرات التي حظيت أيضا بدعم "المنظمات الخضراء" تقديم الخرائط الهيكلية الشاملة لبلدات وادي عارة من قِبَل اللجنة اللوائية في حيفا.

وأوضح بدحي أنه بموجب التغييرات تقرر إلغاء منطقة الغابات والأحراش في منطقة الصندحاوي والمُعلن عنها كمحمية طبيعية منذ عام 1981، ما يعني ضمها لمسطح البناء وإعداد خرائط تفصيلية لتمكين السكان من ترخيص المنازل القائمة وأيضا ربطها بشبكة الكهرباء.

تحريش وغابات

في أم الفحم حيث لا يوجد خارطة هيكلية وإنما خرائط تفصيلية لتنظيم البناء ومنح التراخيص بالمدينة، تسعى إدارة البلدية ممثلة برئيسها، الدكتور صبحي جبارين، إلى الإسراع في تقديم الخارطة الهيكلية الشمولية للمدينة والممتدة على مساحة 25 ألف دونم، فيما تواجه البلدية واللجنة الشعبية مخطط التحريش والغابات في منطقة الدريهمة والتي تُقَدَّر مساحتها بـ1050 دونما، وملكيتها خاصة تعود لأهالي أم الفحم، والتي ستُعدّ أنها غابات بموجب مخطط (تمام 6).

شارع وادي عارة (تصوير: "عرب 48")

ولتسريع عملية إيداع المخطط الهيكلي الشمولي للمدينة لدى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في حيفا، بادرت البلدية لجلسة خاصة لمهندسين ومخططين من المدينة لتقديم توصيات بشأن الخارطة الهيكلية، إذ عينت لجنة خاصة برئاسة المهندس، سليمان فحماوي، لمتابعة الملف وتقديم التوصيات للبلدية إلى جانب تقديم الاعتراضات مع اللجنة الشعبية والبلدية على مخطط التحريش، والمطالبة بإلغائه.

واستعرض المهندس فحماوي مسيرة الخارطة الهيكلية بأم الفحم والتي تم الشروع في إعدادها عام 2013، وصادق عليها المجلس البلدي في آب/  أغسطس، من العام 2015، وشملت تعديلات وتغييرات بموجب شروط ومطالب وتحفظات اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في حيفا، مبينا أنه لم يتم إيداع المخطط الهيكلي الشمولي لأم الفحم الذي سيمتد على مساحة 25 ألف دونم، إلى الآن.

وقال فحماوي لـ"عرب 48" إن الخارطة الهيكلية تضمّنت الكثير من التعديلات والتغييرات ومعارضة اللجنة اللوائية على ضم بعض المناطق المأهولة بالسكان والمنازل، لمسطح البناء، وبسبب شروط اللجنة اللوائية، لا يوجد خارطة هيكلية للمدينة إلى الآن، وإنما 4 خرائط مفصلة تُنظِّم عملية استصدار تراخيص البناء.

شارع وادي عارة من زاوية أخرى (تصوير: "عرب 48")

إيداع ومصادقة

وأكد فحماوي أن البلدية وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة في البلدة، تسارع من أجل إيداع الخارطة الهيكلية للجنة اللوائية، علما أن الخارطة مرّت بالكثير من التعديلات والتغييرات خلال السنوات الماضية.

وأوضح المهندس فحماوي أن آلاف المنازل في المدينة تُعدّ دون تراخيص بناء، كما أن مئات المنازل قدم أصحابها للمحاكم ومنهم من فُرضت عليهم غرامات مالية، كما أن هناك عشرات المنازل الصادر بحقها إخطارات بالهدم، وعليه فإن إيداع الخارطة الهيكلية للاعتراضات والمصادقة سيمكن من إيجاد حلول تنظيمية شمولية للبناء بأم الفحم.

بلدة أم القطف التابعة لوادي عارة (تصوير: "عرب 48")

أما بخصوص مخطط الأحراش والغابات بتخوم أم الفحم، فقد بيّن فحماوي أن مخطط (تمام 22)، هو أسلوب من أساليب المصادرة للأراضي العربية، من خلال قانون الأحراش الذي يمنح الحق للدولة بمصادرة مساحات من المخطط الهيكلي لصالح الأحراش والغابات.

وبيّن أن منطقة وادي عارة تواجه مخططًا لتحريش 6 آلاف دونم ضمن نفوذها، منها 2000 دونم ذات ملكية خاصة، مؤكدا أنه في ما يتعلق في مسطح التحريش لمنطقة "دريهمة" الممتد على 1050 دونما؛ فقد قبلت مؤسسات التنظيم والتخطيط، اعتراضات البلدية واللجنة الشعبية وأصحاب الأراضي، على أن يقتصر مسطح التحريش على 140 دونم فقط، منها 56 دونما أراضي دولة، وما تبقى هي أراض ذات ملكية خاصة بمساحة 84 دونما، بعد أن كانت مسطحات الأراضي الخاصة المهددة بالمصادرة أكثر من 1000 دونم.

من مدينة أم الفحم (تصوير: "عرب 48")

إخطارات وغرامات

من جانبه، وجّه عضو بلدية أم الفحم، المحامي توفيق جبارين، الذي كان عضوا في لجنة التنظيم والبناء المحلية بوادي عارة، انتقادات شديدة اللهجة للجنة التنظيم اللوائية في حيفا، واتهمها بعرقلة إيداع المخططات الهيكلية الشمولية للسلطات المحلية في المثلث الشمالي، بسبب الشروط التعجيزية والطلبات التي كانت تشترطها من السلطات المحلية، والتي أعاقت إلى اليوم إيداع الخرائط الهيكلية في اللجنة اللوائية.

أما بخصوص ما نُشِر عن اللجنة اللوائية في ما يتعلق بالموافقة على إيداع الخرائط الهيكلية لأم الفحم، وكفر قرع، وعرعرة وعارة،  فقد أكد جبارين لـ"عرب 48" أن ذلك ليس صحيحا، معتبرا أنه تضليل، ولافتا إلى أن ما نُشر عن اللجنة اللوائية حول مسطحات البناء التي ستُضَم لنفوذ البلدات العربية، غير دقيق، كما اعتبر أن ذلك بمثابة محاولة للّجنة؛ لإظهار أنها تعمل على تطوير البلدات العربية في الوقت الذي كثفت من الإخطارات الإدارية، والغرامات المالية، وهدم المنازل.

ركام أحد المنازل التي هُدِمت في برطعة (تصوير: "عرب 48")

وتساءل جبارين؛ إذا كان ما تدعيه اللجنة اللوائية صحيحا، فلماذا تهدم المنازل وتصدر أوامر هدم إدارية؟، موضحا أن الخارطة الهيكلية بأم الفحم أُنجِزت في عام 2016، وتم إيداعها للجنة اللوائية التي ما تزال تضع شروطا تعجيزية وتطالب البلدية بإدخال تعديلات.

مقترحات واحتياجات

واستذكر عضو البلدية مخطط البلدية للمنطقة الصناعية الممتد على مساحة 900 دونم، والذي قوبل بالمعارضة والتحفظ من قِبل اللجنة اللوائية، التي اشترطت تقليصه إلى 500 دونم، علما أن المنطقة الصناعية للعفولة التي تُعد أقرب مدينة يهودية لأم الفحم، تمتد على مساحة 3 آلاف دونم.

(تصوير: "عرب 48")

ولفت إلى أن توسيع مسطحات النفوذ للبلدات العربية، والمقترحة من قِبَل اللجنة اللوائية، تندرج في سياق مخطط التحريش والغابات (تاما 22)، مبينا أن 27% من مساحة الخارطة الهيكلية المستقبلية لأم الفحم، ستكون مسطحات خضراء وغابات، وهو ما يتنافى حتى مع قوانين البناء التي تشترط ألا تتعدى مسطحات الأحراش 10% من مساحة الخارطة الهيكلية.

وأكد جبارين أن ما تعرضه لجنة التنظيم اللوائية بالمخططات الهيكلية الشمولية لا تكفي احتياجات البلدات العربية للسكن، وللصناعة، وللتجارة، وللبناء للأزواج الشابة، كما أن الغالبية العظمى من نفوذ ومسطحات الخرائط الهيكلية التي يتم تداولها وإعدادها بموجب شروط وطلبات اللجنة اللوائية مستغلة للبناء أصلا، كما أن الغابات والأحراش من أراضي الدولة التي ستكون ضمن الخرائط الهيكلية، لا يمكن استغلالها واستعمالها.

التعليقات