ليلى الجعو: أن تكوني جدّة لـ12 يتيمًا

تمسك ليلى جعّو (أم خليل)، صورة ابنها خالد. تحتضنها بقوّة. وتضم تحت كنفها أولاد القتيل الأربعة، أحفادها الذين تحولوا إلى أيتام، علّها تشفي غليل الفراق، الذي طرق باب أسرتها أكثر من مرّة.

ليلى الجعو: أن تكوني جدّة لـ12 يتيمًا

أم خليل وصورة ابنها (عرب ٤٨)

تمسك ليلى (أم خليل) جعّو (إغباريّة)، صورة ابنها خالد. تحتضنها بقوّة. وتضم تحت كنفها أولاد القتيل الأربعة، أحفادها الذين تحولوا إلى أيتام، علّها تشفي غليل الفراق، الذي طرق باب أسرتها أكثر من مرّة.

خلال أقلّ من عام واحد فقدت عائلة جعّو ثلاثة من أبنائها. القاتل لا يزال مجهولا، ولا مشتبهين أو اعتقالات حتّى.

قتل محمود جعو وهو خارج من المسجد، وترك خلفه 6 أولاد، بينما قتل محمد زياد جعو أمام بيته، وترك خلفة ابنتين، في حين قتل خالد جعو، وهو في طريقه إلى عمله، وترك خلفه 4 أبناء.

تتساءل ليلى جعو، والدة الضحية خالد، بألمٍ لـ"عرب ٤٨"، "ماذا فعل خالد حتى ينال جزاءه بهذه الطريقة، وماذا اقترف؟ وأي ذنبٍ يسمح لغيره أن يسلب روحه، ويخلف أيتامًا؟"، وطالبت جميع الأهالي في أم الفحم بالوقوف وقفة واحدة، ضد العنف والجريمة والمجرمين، لافتة إلى أنّ الجرائم دخلت أغلب البيوت في أم الفحم.

وأوضحت أن على الناس ألا يتستّروا على "يجب أن يقول الناس لهم أنتم مجرمون، وأن نوجّه الاتهام المباشر لهم. وعلى الناس أن ينسوا الخوف، وإلا سيشهد كل بيت سقوط قتيل".

"الجريمة دولاب ويدور"، تقول ليلى، مشيرة إلى أنّ السكوت عنها سيعود بالكارثة على كل المدينة والمجتمع العربي، "كما نشاهد الآن، من تفشٍ للجريمة".

وعن ابنها قالت إنه، "كان محبوبًا لدى النّاس. خرج من بيته إلى عمله كي يوفر لقمة العيش لأولاده، لم يضرّ أحدًا يوما. وتمنّت أن ينال القاتل جزاءه في الدنيا، وأن يعيش الحسرة التي تعيشها هي وأولاده وزوجته".

وعن أحفادها، أبناء القتيل، قالت إنّ "ابنة المرحوم لا تزال تخاف المرور من المكان الذي قتل والدها فيه، ودائما تحذر اخوتها من المرور من هناك. ابنه الصغير يحضن الصورة ويرفض أن يتركها. ماذا سأقول لهم؟ كيف سيتقبّلون هذه المأساة؟".

وحمّلت ليلى المسؤولية للشرطة واصفة إيّاها بـ"الشريكة وليست فقط بالمتقاعسة". مشيرة إلى أنّ "كل الأدلة لدى الشرطة لضبط المجرمين لديها ولكنها تتستّر عليهم".

وأنهت حديثها بالقول "لو وقف الناس منذ البداية وقفة جدّ، لاستطعنا إنقاذ كثيرٍ من الأرواح التي أزهقت".

التعليقات