حراكٌ في كفر مندا يتحدى العنف ويؤسس للتسامح والسلم الأهلي

أطلقت مجموعة من الشابات والشباب في كفر مندا، حديثا، مبادرة الحراك الشبابي المنداوي للتعبير عن رفضهم لأعمال العنف التي تشهدها القرية منذ انتخابات السلطات المحلية عام 2018، وسعى الحراك إلى إبراز موقف الغالبية الصامتة الرافضة لأحداث العنف المجتمعي.

حراكٌ في كفر مندا يتحدى العنف ويؤسس للتسامح والسلم الأهلي

نشاط للحراك المنداوي، قبل أيام

أطلقت مجموعة من الشابات والشباب في كفر مندا، حديثا، مبادرة الحراك الشبابي المنداوي للتعبير عن رفضهم لأعمال العنف التي تشهدها القرية منذ انتخابات السلطات المحلية عام 2018، وسعى الحراك إلى إبراز موقف الغالبية الصامتة الرافضة لأحداث العنف المجتمعي، والتي تنشد العيش بأمان بعد أن طغى الخلاف السياسي على رئاسة المجلس المحلي على الأجواء السلمية الآمنة المعتادة في البلدة.

وتمكن الحراك المنداوي من جمع المئات من الأهالي، في غضون أسبوع وبشكل يومي، على دوار العين المركزي في كفر مندا، للتعبير عن رفضهم للعنف وقلقهم من انعدام الأمن والأمان، ورغم الاستجابة الضئيلة في الدعوة الأولى للتظاهرة أمام محطة الشرطة إلا أن الجمهور المنداوي سرعان ما التف حول الحراك، مؤكدا رفضه للحالة المتردية التي وصلت إليها كفر مندا.

نجوى بشناق

وقالت الناشطة والمبادرة للحراك، نجوى بشناق، لـ"عرب 48" إن "الفكرة بدأت من منشور في حسابي الخاص بشبكة التواصل الاجتماعي، دعوت فيه إلى حراك لوقف أحداث العنف بعد أن تفاقمت قبل حلول شهر رمضان، وسرعان ما بدأ الشباب والشابات بالاستجابة للحراك".

وأضافت أن "محطتنا الأولى كانت التظاهر أمام محطة الشرطة الجماهيرية للتعبير عن امتعاضنا إزاء قصورها وعدم مكافحة مظاهر العنف، ورغم أن البداية كانت عبر مجموعة صغيرة جدا، سرعان ما التف العشرات والمئات بعد ذلك في التظاهرات اليومية التي أطلقها الحراك".

وختمت بشناق بالقول إنه "عقدنا جلسات مع المسؤولين في المجلس المحلي وقسم التربية والتعليم، وذلك بغية تفعيل برامج مناهضة للعنف في المدارس، وكذلك عقدنا جلسات مع وجهاء العائلات الذين أبدوا جميعا نوايا صادقة للتعاون مع الحراك وإفشاء السلام بين جميع العائلات والأفراد في بلدنا الحبيب. لن نتوقف عن تفعيل النشاطات حتى نستعيد كفر مندا الآمنة التي نريد".

وقال الناشط أحمد عبد الحليم لـ"عرب 48" إنه "انضممت كما جميع الشباب للتعبير عن رفضنا للعنف والحالة التي وصلتها بلدنا من مظاهر العنف المجتمعي".

أحمد عبد الحليم

وأكد أن "هذه النشاطات جاءت للتعبير عن رأي الغالبية الصامتة في كفر مندا التي ترفض مظاهر العنف، وكانت الاستجابة من كافة العائلات. وما يميز هذا الحراك أنه غير مرتبط سياسيا وعائليا بأي طرف من الأطراف، بل ينتمي إلى مجتمعنا العربي على المستوى القطري وكفر مندا على المستوى المحلي، والتي تريد العيش بأمان وأن تستعيد حياتها الطبيعية".

وختم عبد الحليم بالقول إنه "سيكون لنا أيضا نشاط في الأيام القريبة بالتعاون مع التجار للإعلان عن يوم تخصص فيه تنزيلات ضخمة في كفر مندا لاستعادة الزوار من خارج البلدة بعد أن نستعيد الأمان".

وقالت الناشطة سيرين زيدان لـ"عرب 48" إن "الحراك المنداوي يسعى إلى تحقيق النجاح في إرساء قواعد الأمن والأمان واستعادة قيم السلم الأهلي في كفر مندا، بل واستعادة القيم المجتمعية التي تربينا عليها بأن مظاهر العنف هي ‘عيب’ وليست من أخلاقنا".

سيرين زيدان

وأشارت إلى أن "الالتفاف الشعبي حول الحراك واسع ومشجع وهذا يسعدنا. على المستوى القطري نقف أيضا مع مطالب شعبنا، وخصوصا أهلنا في القدس ويافا وإسنادهم ودعمهم في وجه ما يتعرضون له من هجمة شرسة من قبل المستوطنين والشرطة".

وختمت زيدان بالقول إنه "بكل فخر منذ إطلاق الحراك الشبابي نشاطاته ونحن نعيش أياما من الفرح بعد أن سلبت أجواء العنف منا فرحة استقبال شهر رمضان المبارك. فخورة بأنني واحدة من أعضاء الحراك الذي يضم عشرات الشباب والشابات وله كلمة واحدة هي أننا نريد كفر مندا وادعة مسالمة آمنة ومحبة".

التعليقات