الناصرة "مش سالكة": أزمة مواقف السيارات تتفاقم والأهالي يتذمرون

يعاني المراجعون لدى توجههم إلى المؤسسات والمرافق الخدماتية والحيوية في مدينة الناصرة من انعدام مواقف خاصة للسيارات.

الناصرة

بلدية الناصرة (عرب 48)

يعاني المراجعون لدى توجههم إلى المؤسسات والمرافق الخدماتية والحيوية في مدينة الناصرة من انعدام مواقف خاصة للسيارات، فعلى الرغم من تطور الوسائل التقنية التي تساهم في إتمام معظم المعاملات عن بُعد، إلا أن الغالبية لا زالت تفضل المراجعة الوجاهية أمام الموظفين والمسؤولين، سواء في البنوك أو في مؤسسة "التأمين الوطني" أو البلدية، وغيرها.

ومنذ انتقال بلدية الناصرة ومؤسسة التأمين من مركز المدينة (المزدحم) إلى المبنيين الجديدين والحديثين، في المنطقة الصناعية الجنوبية، تفاءل أهالي المدينة بأن يكون في ذلك حل لمشكلة مواقف السيارات، التي لطالما عانى منها المراجعون ومتلقو الخدمات في المبنيين القديمين لهاتين المؤسستين تحديدا، لكن هذا الأمل والتفاؤل سرعان ما تحطم على صخرة الواقع الأليم الذي لم يجد سبيلا أو مخرجا للأزمة.

ناس.. وناس

"اذهب وابحث عن مكان لركن سياراتك في موقف المجمع التجاري 'بيغ' المجاور" - هذه العبارة تقع يوميا على مسامع مئات المراجعين لبلدية الناصرة، فمن جهة تناشد البلدية المواطنين تسديد ديونهم وتسوية التزاماتهم في البلدية، ومن جهة أخرى لا تتيح لهم الوصول بسهولة إلى مكاتبها، لذلك يضطر المراجعون للبحث عن مواقف مجاورة، على أرصفة الشارع وفي المجمع التجاري المجاور، على الرغم من وجود موقف واسع وتمت توسعته مرة ثانية وثالثة قبل نحو عام، ومع ذلك لا مكان للمواطن في بلدية ترفع شعار "البلدية ليست لناس وناس.. البلدية لكل الناس"، فأين هذا "الكل" حين لا تتوفر له الإمكانية لركن مركبته في مواقفها؟

وصلت لـ"عرب 48" العديد من الشكاوى، من أشخاص لم تتوفر لهم إمكانيات الوقوف وركن السيارات لدى مراجعة المؤسسات الحيوية في المدينة، وذلك على الرغم من انتقال هذه المؤسسات من وسط المدينة إلى أطرافها والمنطقة الصناعية "الواسعة".

وتتمحور هذه الشكاوى بغالبيتها حول عدم وجود مواقف سيارات منظمة وكافية لطالبي الخدمات والمراجعين، فمؤسسة التأمين التي انتقلت، قبل سنوات، من وسط المدينة إلى صرح كبير، وسط المنطقة الصناعية في المدينة، لا توفر موقف سيارات واحد للمراجعين الذين يصلون بالمئات، يوميا، للمراجعات والحصول على الخدمات.

تحرير المخالفات

وقال أحد المواطنين لـ"عرب 48" إنه "توجهت إلى البلدية ثلاث مرات خلال الأسابيع الأخيرة، مرة دعيت للمشاركة في حدث معين أقيم في البلدية، ومرة ثانية للمراجعة وتسوية ديون في قسم الجباية، ومرة ثالثة غادرت إلى غير رجعة حين قال لي المنظمون عند مدخل موقف السيارات إن المواقف مليئة، ولا مكان لك، اذهب وابحث لك عن موقف في المجمع التجاري القريب".

وأضاف المواطن أنه "لا يعقل أن يكون في البلدية موقف مخصص للضيوف، وآخر من الجهة الخلفية مخصص للموظفين، وقد جرت أعمال توسعة للموقف المقابل للبلدية والمحاذي لـ'قصر الثقافة' ومع ذلك لا توجد أماكن للمراجعين.. ولمن هذه المركبات التي يزدحم فيها الموقف المخصص للمراجعين من عامة أهالي المدينة؟!".

إلى ذلك، يشهد محيط مؤسسة التأمين في الناصرة ازدحامات مرورية يومية في ساعات استقبال الجمهور، إذ يضطر المراجعون - حسب تعبير أحدهم - إلى الطواف بمركباتهم، مرة تلو المرة، حول بناية مؤسسة التأمين الواسعة ومترامية الأطراف في المنطقة الصناعية، بحثا عن مكان مناسب لركن سيارتهم. ليس هذا فحسب، بل إن غالبية المشتكين قالوا إن الشرطة لا تتوقف عن تحرير المخالفات بمبالغ قد تصل إلى 500 شيكل لمن يركن سيارته في مكان غير منظم، بتجاهل تام لحقيقة أنه لا توجد مواقف منظمة في المنطقة، ففي مقابل مدخل بناية التأمين هنالك محطة وقود، وبطبيعة الحال يحظر ركن المركبات داخل حدودها، وفي محيط المبنى من الجهات الأخرى تنتشر عشرات الكراجات التي تكاد لا تستطيع أن تستوعب المركبات التي تقصدها تحديدا.

واشتكى أحد المواطنين من أن عددا كبيرا من الذين يتوجهون إلى مؤسسة التأمين هم من ذوي الاحتياجات أو من المصابين بحوادث عمل وحوادث طرق، ومن الذين تمت دعوتهم للمثول أمام اللجان الطبية أو غير ذلك، ولكل هؤلاء لا توجد مواقف لركن سياراتهم أو سيارات مرافقيهم.

وخلال جولة التصوير التي قام بها "عرب 48" في محيط بلدية الناصرة ومؤسسة التأمين للاطلاع عن كثب عما يؤلم الجمهور ممن يتذمّرون من مشكلة عدم توفر مواقف سيارات للجميع، لوحظ أن بعض السائقين الذين لم يجدوا مواقف لركن سياراتهم في المواقف المنظمة اضطروا لركن مركباتهم على الأرصفة المجاورة لمبنى البلدية والمجمّع التجاري، ومن أجل خفض ارتفاع الرصيف وتفادي حدوث أضرار لمركباتهم فإنهم رصفوا حجارة ملاصقة لحجارة الرصيف من أجل خفض حافة الرصيف ليتسنى لهم الصعود بمركباتهم فوق الرصيف.

تعقيب بلدية الناصرة

هذا، وحاولنا في "عرب 48" الحصول على تعقيب بلدية الناصرة والمؤسسات المذكورة أعلاه، منذ أسبوع، ولم يصلنا أية تعقيب، وسنقوم بنشر تعقيب المؤسسات المذكورة في حال وصوله إلينا لاحقا.

التعليقات