02/06/2010 - 13:27

صواريخ إسرائيلية نحو تركيا../ زكريا محمد

صواريخ إسرائيلية نحو تركيا../ زكريا محمد
أنظروا إلى المفاجأة التي حصلت:
بدل الحرب الإسرائيلية– الإيرانية، ها نحن نشهد حربا إسرائيلية- تركية.
مفاجأة حقة.
لكن هذا ما نشهده في الواقع.

الهجوم الإسرائيلي القاسي على سفينة مرمرة التركية في عرض البحر المتوسط، كان هجوما مباشرا مقصودا على تركيا. وقد ترافق معه وفي نفس اليوم، وهذا هو الأخطر، هجوم بالصواريخ بعيدة المدى على قاعدة عسكرية تركية.
ولم يكن هناك شك عند احد في تركيا، وربما في خارجها، أن الهجوم كان إسرائيليا. الغطاء كردي، لكن اليد إسرائيلية.

وعند هذه اللحظة اتضح أن الحرب الإسرائيلية التركية قد اندلعت على مداها. وهي حرب تحديد حجوم ومواقع في ظل الفراغ الذي يتركه تراجع الدور الأميركي. إنها أيضا حرب حول البحر المتوسط، أو حول شاطئه الشرقي بالتحديد.

إسرائيل اتخذت القرار.
قررت أن تردع تركيا. لم تستطع أن تصبر على تحرك تركيا المتواصل لترسيخ دورها، الذي كان، وسيكون، في جزء منه على حساب إسرائيل، فقررت ان تضرب ضربتها.

ليس هناك خطا من الجانب الإسرائيلي. هناك قرار بردع تركيا وتحجيم دورها. ربما يكون هناك خطا في الحسابات، أي في حجم الرد التركي المقبل، لكن القرار اتخذ على أعلى مستوى.

لم يتضح بعد مدى تورط أمريكا أو بعض الأطراف الأوربيين في الهجوم الإسرائيلي المزدوج على تركيا. لكن، سوف تتكشف لنا المعلومات خلال الأسابيع المقبلة. ومن المؤكد أن هذه المعلومات موجودة عند الأتراك منذ الآن.

الكرة الآن في الملعب التركي.
على تركيا أن تتصرف. عليها أن ترد.
إن لم تتمكن من تقديم رد مناسب، تكون إسرائيل- ومن يدعمها بالطبع- قد نجحت في رسم الخطوط الحمر لتركيا. وإن قدمت ردا مناسبا ومقنعا فسوف نكون أمام نقلة جديدة في رسم الحدود والحجوم. لهجة أردوغان الغاضبة توحي أن تركيا سترد.

كيف سيكون الرد التركي؟
لسنا ندري. لكنه قد يكون مركبا، يشمل وسائل عديدة. ويجب ان لا يستبعد الرد العسكري غير المباشر على الصاروخ الكردي.

إسرائيل كانت تعلم ان تركيا سهلت أمر وصول الصواريخ والأسلحة إلى حزب الله أثناء حرب 2006. وربما تواصل الأمر بعد ذلك ايضا. الصاروخ الكردي ربما كان ردا على صواريخ حزب الله.

بالنسبة لتركيا الصاروخ الكردي تجاوز تام للحدود. رسالة شديدة الخطورة، لذا فالرد عليه يجب أن يكون جليا وواضحا وحاسما، وإلا هزم اردوغان وهزمت تركيا في المعركة.

المنطقة تتحرك.
المنطقة تتزلزل.
صراع هجوم وحدود قاس يجري فيها. صراع وراثة لجزء من الدور الأميركي، إضافة لوراثة الدور المصري والعراقي.
تصاعد الوجه التركي الإسرائيلي لصراح الوراثة والحجوم هو ما يثير هنا. فقد كنا ننتظر مواجهة إسرائيلية مع إيران، لكن الصواريخ الإسرائيلية اتجهت نحو تركيا!

لكن علينا أن نقر أن مراقبين عرب يقظين توقعوا هذا. حسنين هيكل مثلا كان، وقبل سنوات من الآن، قد توقع أن تشهد المنطقة صراعا تركيا إسرائيليا متصاعدا. وهناك من يرى الآن أن الصراع في المنطقة هو صراع تركي إسرائيلي، وان إيران تستخدم المسألة الإيرانية لمحاصرة تركيا.

العرب، بالطبع، خارج الصراع. مصر دفنت منذ عهد. السعودية صامتة، كما لو أنها تحتج على تركيا لا على إسرائيل.

كل شيء يتغير هنا.
نهر الأحداث يجرف الجميع.
وعلى كيفية الاستفادة من الصراع الدائر يتوقف مصيرنا نحن في فلسطين.

التعليقات