31/10/2010 - 11:02

انتباهة../ حسن الكاشف

انتباهة../ حسن الكاشف
نحتاج الى مراجعة وتدقيق حتى يكون لدينا متحدثون رسميون أقل، وتكون لنا لغة سياسية واحدة تنهي هذا التدفق في التصريحات، بما يفسح المجال لموقفنا الرسمي تجاه كافة قضايا الحال الدائم، وفي مواجهة المواقف الاسرائيلية التي اعتادت الانفراد بتسمية القضايا والتحكم في مسارات الجدل حولها.

أثارت الانتباه ملاحظة أطلقها الاخ زحالقة -العضو العربي في الكنيست- حين أشار الى الاقتراب الشديد بين مطلب الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وبين المطلب الذي يقول بدولتين لشعبين، والكثير من إخوتنا المسؤولين والإعلامين يقول بدولتين لشعبين قبل أن تطالبنا حكومة اسرائيل بالاعتراف بدولتين باعتبارها دولة يهودية كان الأخ زحالقة- يتحدث في ندوة بمدينة حيفا أذاعتها قناة الجزيرة مباشر.

كل ما يصدر عنا محسوب علينا، وقد دخلنا حالة التأهب والاستعداد والخوض جولات طويلة معقدة من المفاوضات حول قضايا الوضع الدائم، وحول استحقاقات واجبة التنفيذ تطبيقا لخارطة الطريق، وما دمنا في حالة التأهب والاستعداد فان المراجعة والتدقيق مهمة راهنة للقيادة بما يوحد اللسان الرسمي الفلسطيني المخول بالنطق وفق حسابات أكثر دقة وأعمق فهماً لاتجاهات اللغة الاعلامية الاسرائيلية، كما تصدر عن أصحابها. ولاينقصنا الخبراء الجاهزين لتقديم المشورة والنصح، ولا تنقص القيادة السياسية والتفاوضية والخبرات والدروس التي ساهمت في إكساب الكثيرين قدرات نحترمها ونتمنى لها اجتياز كل المطبات والعثرات بحنكة وصبر واصرار.

أينما اتجه المسؤل الفلسطيني، وأيا كان محاوره الاميركي، فإن الحرص الأميركي والأوروبي على أمن اسرائيل يرتفع باكثر العبارات وضوحا وتأكيدا،.. كأن الدولة الفلسطينية التي ستكون، في أحسن الحالات، محدودة أو معدومة السلاح تشكل خطرا على دولة اسرائيل النووية ذات القدرات العسكرية الهائلة.

من حقنا على العالم الذي يعترف نظريا، حتى الآن، بحقنا في دولتنا المستقلة ان يبدي حرصا على أمن وسلامة الدولة الفلسطينية، فهذه الدولة بعد قيامها -انشاء الله- ستكون هدفا عسكريا سهلا للترسانة العسكرية الاسرائلية، خصوصا وأن هذة الترسانة ستكون بإمرة قرار حكومة اسرائيلية لا يبدو اليمين الاسرائيلي، الذي لايؤمن بالحد الأدنى من حقوقنا، بعيدا عن تشكيلها في أية انتخابات قادمة.

هنا يصبح ضمان مجلس الأمن الدولي لأمن وسيادة دولة فلسطين المستقلة.. يصبح هذا الضمان الرسمي الملزم لأصحاب حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.. يصبح مطلبا فلسطينيا عادلا وواقعيا، فقد كان التوسع والعدوان اسرائيليا دائما، وفي كل الحروب التي أعقبت نكبة العام 1948.

سبق للقائد الشهيد ياسر عرفات الانتباه لهذا المطلب الذي ورد في بعض خطاباته في محافل دولية، ونثق أن كثيرين من اخوتنا المسؤولين والقادة لا تفوتهم هذه المسألة الحيوية.

ولا يبدو الاهتمام الدولي متساوياً بين مصير المستوطنين في أراضي العام 1967، وبين مصير اللاجئين والنازحين داخل وطنهم وحوله وفي الشتات البعيد، مع ان المستوطنين يجثمون على أراضي اللاجئين، واذا ما أراد بعض ذلك الاهتمام والانحياز الدولي ان يبتعد عن شبهة العنصرية والتميز فإن الاهتمام الدولي مطالب بالحد الأدنى من التوازن والانصاف، ولا يبدو من التوازن والانصاف توفير حفنة من طحين لبعض اللاجئين الفلسطينيين مقابل توفير أرض وسكن عصري وعمل ورفاهية وحماية وتفوق عسكري للمستوطن!!

نحن ضحية العدوان والتمييز والانحياز، لكننا ضحية لم تستسلم ولن، وعلى هذه الضحية ان ترفع صوتها الآن وأكثر من أي وقت مضى لتطالب بحقوقها، فلا يعقل أن يغيب صوت ملايين اللاجئين باحتجاجات وفعاليات سلمية متصلة قادرة على شد انتباه العالم.. قادرة على الضغط المؤثر.

هناك الكثير من المهمات تنتظرنا جميعاً، وكل هذه المهمات تسهم في حضورنا، فلماذا يصرف بعضنا كل جهده في قصف اعلامي اتهامي لم يعد مؤثراً؟!
"الحياة الجديدة"

التعليقات