19/12/2018 - 15:36

مجتمعنا ما بين العنف والإبداع- لقاء مصور مع بروفيسور رياض اغبارية

دور الأهل أساسي في حياة الطفل لغاية 7 سنوات، وهم من يؤثر على بناء شخصيته وإعداده للحياة، والطفل بشكل غريزي يقلد أهله والآخرين، والوالدية تحتاج لمهارات ودورات لتطوير معرفة الذكاء العاطفي

 مجتمعنا ما بين العنف والإبداع- لقاء مصور مع بروفيسور رياض اغبارية

سنة أخرى مرت وما زلنا نحصد آثار العنف والقتل يوميا في مجتمع بات يئن تحت الفجائع، أهالي ثواكل وأرواح تُزهق لا لشيء إلا لأننا أصبحنا مجتمعا يقتل نفسه بنفسه، وكما قال الدكتور المصري مصطفى محمود "الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه، بدلا من أن تكلف نفسك بمشقة قتله"، هكذا أصبحنا في عهد الاحتلال المسلَط على رقابنا جميعا، نقضي على بعضنا البعض بأسلحتهم، الوباء يتفاقم والحلول تؤول إلى نسب قليلة، لا القانون يأخذ مجراه ولا الشرطة تبذل جهدا ولا الهيئات قادرة على السيطرة وهكذا دواليك.

وبالموازي لما نحن فيه، هنالك الضوء الأخضر والأمل في نهاية هذه الأنفاق، هنالك أناس يرصدون النجاحات والتميز في مجتمعنا ذاته، البروفيسور رياض اغبارية من مواليد أم الفحم، برز دوره الرائد في تشجيع الناجحين والمتميزين من أبناء مجتمعنا، ومن باتت بصماتهم تحمل الأثر الكبير في العلم والمعرفة والتفوق والألقاب الجامعية، وذلك عبر تعريفه للأفراد ورصدهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكأنه يعد جواهر ثمينة يضيفها في سجل تاريخنا العلمي والمشّرف إلى رصيد مجتمعنا في داخل الخط الأخضر، كيف لا وهو من عرف قيمة العلم والتميز، وكافح من أجل التميز والتفوق بعد أن كان عاملا بسيطا تحدى نفسه وصعد السلم العلمي تدريجيا إلى أن نال لقب بروفيسور في علم الأدوية من جامعة بن جوريون في بئر السبع.  

مع بروفيسور رياض اغبارية تحدثنا في هذا التقرير المصور ليعطنا إضاءة وتلخيصا وتسليط الضوء على دور الأسرة والوالدية في خضم هذه التناقضات فقال:

"في نهاية عام 2018 سألخص في كفة الميزان السلبيات والأيجابيات التي مر بها مجتمعنا، وسأبدأ بالسلبيات، وبشكل خاص العنف الذي يمر بمجتمعنا لكي ننهي بالإيجابيات والتميز والنجاح.

العنف هو وباء في المجتمع، وإسقاطاته السلبية على المرأة وعلى الشباب وكل أفراد المجتمع، ويجب أن يكون في سلم أولويات البحث لجميع الجهات المعالجة لقضايا العنف في مجتمعنا، وسنسلط الضوء على دور العائلة في المجتمع في هذا الموضوع، ومن ناحية أخرى نمر بنجاحات وتميز نسبة لشعب محتل مر بنكبة في عام 48، فقد أرضه ووطنه، أصبحنا مجتمعا مسحوقا ومهجرا واليوم وبالرغم من ذلك (بعد 70 عام للنكبة) هنالك :

- 50 ألف طالب وطالبة في الجامعات والمعاهد العليا

- 3000 طالب/ة في المعهد التطبيقي- التخنيون من بينهم 2000 طالب/ة  في مجال الهايتك.   

- 100 بروفيسور في الجامعات من بينهم 11 امرأة بروفيسورة.

وهدفنا اليوم هو رفع مستوى التعليم والنجاحات، وبالمقابل خفض نسبة العنف، ولو حولناها لكفة ميزان، هدفنا ترجيح كفة المتعلمين في المجتمع، وسنستمر في هذه المسيرة والبقاء في البلاد.

من ناحية علمية لكي نفهم أسباب التميز والنحاح، من جهة العنف والجريمة والفشل والتصرف السلبي،

- خلال ال 15 سنة الأخيرة تم اكتشاف جهاز ال- F.MRI  جهاز يصور لنا في الوقت الحقيقي ما يدور في الدماغ، من مشاعر وأحاسيس وتفكير، وما يديرها ويؤثر عليها وهو بمثابة بوابة جديدة للإبداع والتفكير.

- الإنسان الحضاري والمستقبلي هو الإنسان الذي سيستثمر بدماغه ومن لا يفعل فسوف ينقرض.

- كل الاكتشافات والعلم عند الشعوب اليوم في مرحلة ثورة، ومن لا يستطيع الاشتراك في هذه الثورة فمصيره الجوع.

- الأهل  اليوم أمام تحدٍ لمصير وتربية أولادهم، وفي حين جلبوا طفلا إلى هذا العالم فما هو واجبهم لكي يوصلوا ابنهم او ابنتهم إلى مرحلة الإبداع والتميز.

دور الاهل  هو أساسي، لا الجامعات ولا المدارس ولا المعلمين، الأب والأم هم الأساس والمسؤولين عن الطفل من جيل 0-7 سنوات،  وحتى دورهم يجب أن يبدأ التحضير له من فترة الخطوبة.

- علوم الدماغ تؤكد، وذكرها فرويد أيضا، بأنه لدينا شخصيتين:

الشخصية الأولى لغاية 7 سنوات يتأسس الإنسان، الهوية والبيئة المحيطة وغيرها، ثم تغلق هذه الفترة، وفي الماضي كانت تكفي هذه السنوات من التطور، (الحياة كانت أبسط وبدائية)، ولكن لاحقا  بدأ التفكير العقلاني والواعي والمفكر بالبلورة، وفي آخر 3 ملايين سنة تطور هذا التبلور بنسبة 3 أضعاف ما كان عليه عند الإنسان. وهو لا يزال في طور التطور.

اذا السبع سنوات الاولى هم الأساس في حياة وبناء الإنسان ولا تتغير.

الشخصية الحديثة المتطورة التي تنهل من العلوم الحديثة تطورت في آخر 100 سنة، ولكن ما زال يسيطر عليها هذا الطفل الموجود بداخلنا (الشخصية الأولى).

- تطور مؤخرا مصطلح جديد وهو الذكاء العاطفي وهو ما يقرر دور تأثير الطفل على العقل الحديث والشخصية المتطورة المبدعة.

العنف من مسؤول عنه، الإنسان الذي يقيس القيم الطفولية، القبلية، الطائفية، من يقابل العنف بالعنف وليس بحلول عقلانية أخرى، وهذا سبب من أسباب العنف، بالإضافة إلى كوننا مجتمع عنصري، من ناحية اقتصادية يعاني من نسب فقر عالية، والقانون لا يعاقب، فنرى بالمقابل أن هذا الطفل والشخصية الطفولية يعربد ويفقد المعايير الصحيحة.

- منذ سنة 2000 وحتى اليوم لدينا 1350 ضحية قتل في مجتمعنا.

نعود لنقول بأن دور الأهل أساسي في حياة الطفل لغاية 7 سنوات، وهم من يؤثر على بناء شخصيته وإعداده للحياة، والطفل بشكل غريزي يقلد أهله والآخرين، والوالدية تحتاج لمهارات ودورات لتطويرمعرفة الذكاء العاطفي وأهميته في التأثير على نجاح وتميز وإبداع الإنسان في المستقبل.

- التربية على الاحترام وزرع قيم التسامح وتقبل الآخر، المشاركة في القرارات، التفكير، عدم الطائفية والقبلية، والأهم المحبة داخل البيت هي الأساس، في جامعة هارفارد هنالك بحث بيَّن أن المتميزين كانوا موجودين في بيئة محبة.

- الأمر المهم الثاني وبحسب علم الدماغ هو تعلم والتمتع بالموسيقى من جيل من 2-3 سنوات.

- وفي الأخير التربية على العطاء ومساعدة الآخرين نبني لديه شخصية مثالية من جيل الطفولة ولا ننتظر لجيل متأخرة أكثر.

- يجب العمل على بناء الشخصية بشكل مهني ومكثف، وهكذا نبني مجتمعنا مجددا، فالعنف هو نتيجة صيرورة بدأت قبل 30 السنة الماضية وليس الآن، ولكي نصلح الأمر يجب أن نبني جيلا جديدا مهيأً للتميز والإبداع، مبني على معايير علمية، ونستمر بالتميز كإجابة لقانون القومية، ونزيد عدد طلاب الجامعات للوصول إلى أعلى الدرجات العلمية.  

التعليقات