جمعية كيان تطلق حملة "حقّي أدافع عن شعبي"

تطلق "كيان" بالتعاون مع منتدى جسور النسائيّ القطريّ حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضدّ النساء، تحت شعار (حقّي أدافع عن شعبي) للتأكيد على "رفضنا للعنف السياسيّ الذي لحق بشعبنا ويواجه مجتمعنا في الداخل تبعاته بسبب مواقفه الإنسانيّة وانتمائه الوطني".

جمعية كيان تطلق حملة

جانب من ندوة عن الحرب بالناصرة، الأسبوع الماضي

صرحت جمعيّة كيان - تنظيم نسويّ، أن "اليوم العالميّ لمناهضة العنف ضدّ المرأة هذا العام يتزامن مع أوّل استراحة يحظى بها قطاع غزّة المنكوب من الحرب الشرسة التي يتعرّض لها منذ السابع من تشرين الأول".

وأوضحت أنه "في هذا اليوم من كلّ عام تطلق جمعيّة كيان وائتلاف من المؤسّسات النسويّة حملة 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعيّ، تزامنا مع الحملة العالميّة التي تدعمها الأمم المتّحدة. أمّا في هذا العام وقد أودت الحرب بحياة ما يقارب العشرين ألف إنسان وخلّفت دمارا لا يترك مجالا لحياة الناجيات والناجين، فتعجز كلمة عنف وكلّ الكلمات عن وصف ما فعلته آلة الدمار والقتل العشوائيّ، كما عجزت، للأسف، الأمم المتحّدة وكلّ الحملات العالميّة عن وقفها. لا حملة ولا أيّ شعار في الدنيا قادر على الارتقاء إلى حجم وهول الكارثة. الحملة الوحيدة التي نحتاجها الآن هي التي تطالب بوقف دائم للحرب والاحتلال وجميع أشكال العنف السياسيّ".

وأضافت الجمعية أن "حملة كهذه هي ردّ الفعل الطبيعيّ لما يجري وأقلّ ما يمكن لأيّ مؤسّسة فلسطينيّة المساهمة به ضمن حدود حريّة التعبير التي كان القانون الإسرائيليّ قبل 7.10 يكفلها. أما اليوم، وقد صار القانون فضفاضا بحجّة الحرب، فمن شأن أيّ نداء بوقف العنف وإحلال السلام أن يُحَمّل معانٍ واتهامات باطلة ويعتبر مخالفة قانونيّة صعبة تعرِّض للملاحقة والعقوبات. فمنذ بدء هذه الحرب يتعرّض المجتمع الفلسطينيّ في الداخل بدوره إلى شكل آخر من أشكال العنف السياسيّ، المتمثّل بحملة قمع وترهيب تشمل الإقالات من العمل والاعتقالات بالجملة والتشهير والتهديد والابتزاز، بهدف تسكيته ومنعه من إبداء أيّ تعاطف مع ضحايا شعبه".

وتابعت أن "هذه التضييقات سلبت كيان والمؤسّسات المدافعة عن النساء حتّى الحقّ بالاحتجاج على الأوضاع المأساويّة التي تعاني منها نساء غزّة، من نزوح وقتل وإصابات وأوبئة وثكل ورعب وفقدان؛ وما تشهده النساء الحوامل من قهر ومشقّات، حيث تفاقمت حالات الإجهاض والإنجاب بظروف غير إنسانية خطيرة في ظل نقص المستلزمات الطبيّة الأساسيّة. وعلى الرغم من الملاحقات أصدرنا بيانا رافضا للحرب على غزّة وعلى مشاعرنا وأفكارنا، عبّرنا فيه أيضا عن قلق مجتمعنا من أعراض الفاشيّة الرسميّة التي يقرؤها في تضاؤل مساحة حريّته. وطالبنا بوقف الملاحقات السياسيّة، وحذّرنا من مغبّة شيطنة الشعب الفلسطينيّ والتحريض عليه".

وأشارت الجمعية إلى أن جهودها "ارتكزت خلال هذه الفترة العصيبة بإسناد بنات وأبناء مجتمعنا في مواجهة الملاحقات السياسيّة والتضييقات في أماكن العمل والتعليم، من خلال خطّ الدعم والطوارئ الذي يستقبل مئات التوجّهات للاستشارة القانونيّة بخصوص الحقوق والإجراءات العقابيّة والاعتداءات العنيفة، وقضايا التهديد والابتزاز للنساء بشكل خاص. كذلك عقدنا عدّة ندوات إلكترونيّة وأصدرنا عدّة منشورات للإجابة على أهمّ التساؤلات والمخاوف التي تثيرها الأوضاع والتغييرات السريعة منذ بدء الحرب".

وختمت "كيان" بالقول إنه "تتمّة لهذه الجهود وضمن حدود المتاح، نطلق في هذه الأيّام بالتعاون مع منتدى جسور النسائيّ القطريّ حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضدّ النساء، تحت شعار (حقّي أدافع عن شعبي) للتأكيد على رفضنا للعنف السياسيّ الذي لحق بشعبنا ويواجه مجتمعنا في الداخل تبعاته بسبب مواقفه الإنسانيّة وانتمائه الوطنيّ، ولتوفير المعلومات اللازمة والمساحة المهنيّة الآمنة للمتضرّرات والمتضرّرين من الملاحقات، للفضفضة والاستشارة وتلقّي الدعم والمرافقة القانونيّة اللازمة. بموازاة ذلك نؤكّد على التزامنا الكامل بالسعي لإنهاء الظلم الواقع في القطاع، والاستمرار بحثّ المجتمع الدوليّ والمنظمات الإنسانيّة على أخذ دور أكثر فاعليّة في مساندة الناجيات والناجين على تخطّي الكارثة الفائقة".

التعليقات