معتقلو هبة الكرامة من زلفة.. 13 شابا رهن الاعتقال والحبس المنزلي

بعد مضي أكثر من عام على شرارة هبة الكرامة، لا زال 13 شابا من بلدة زلفة رهن الاعتقال والحبس المنزلي، علمًا أن قسم من المعتقلين في السجون الإسرائيلية والقسم الآخر رهن الحبس المنزلي والإبعاد عن البلدة منذ نحو عام.

معتقلو هبة الكرامة من زلفة.. 13 شابا رهن الاعتقال والحبس المنزلي

(توضيحية - Gettyimages)

بعد مضي أكثر من عام على شرارة هبة الكرامة، لا زال 13 شابا من بلدة زلفة رهن الاعتقال والحبس المنزلي، علمًا أن قسم من المعتقلين في السجون الإسرائيلية والقسم الآخر رهن الحبس المنزلي والإبعاد عن البلدة منذ نحو عام.

ويقبع 7 شبان من المعتقلين في سجن "مجيدو" دون أي لائحة اتهام بحقهم، أما الآخرين مبعدين عن زلفة منذ ما يقارب العام وهم رهن الحبس المنزلي؛ والشبان هم: إبراهيم وكريم عزام أبو بكر، ورد زيتاوي، محمد فرسان زيتاوي، عمر عبد الله زيتاوي، نصر الله زيتاوي، أحمد محاميد، انمار محاميد، عبيدة زيتاوي، كميل زيتاوي، هارون جبارين ومحمود خضر قبلان.


ويتكبد أهالي المعتقلين وإلى جانبهم اللجنة الشعبية في زلفة معاناة المحاكم والسجون وحدهم دون دعم من الأحزاب والقيادات في المجتمع العربي؛ حسب ما ذكر الأهالي في حديث لـ"عرب 48".

ومن جهته، قال رئيس اللجنة الشعبية في زلفة، الأستاذ فياض إغبارية، لـ"عرب 48"، إنه "منذ هبة الكرامة قبل عام لا زال 13 شابا قيد الاعتقال، ومنهم رهن الحبس المنزلي وهي نوع من أنواع الاعتقال، إذ أن الشبان متواجدين في ظروف اعتقال سيئة وقسم منهم يعاني من أمراض جسدية وحالة نفسية سيئة بسبب الاعتقال".

وتطرق إلى فترات الاعتقال الطويلة بالقول إن "التداول داخل المحاكم وتمديد اعتقال الشبان منذ سنة كاملة والإبعادات عن البلدة غير منطقية، ويؤثر على الشبان وذويهم، لا يعقل أنه يوجد شبان مبعدين منذ نحو العام وقسم آخر لا زالوا في السجون، وباعتقادي هذا انتقام منهم ومن ذويهم".

وأضاف أن "اللجنة الشعبية في زلفة تتابع قضية الشبان منذ اعتقالهم، وهي بتواصل مع عائلاتهم وطواقم الدفاع، وبدورنا نقدم لهم الدعم النفسي وكان في السابق دعم مادي أيضا، ونحن مطلعون على كل التفاصيل وقبل عدة شهور كان الأمر محصورا على المحاكم وطواقم الدفاع، ويوجد لدينا برنامج وخطة عمل مستقبلية للدفاع عن الشبان وتحريك المياه من أجل الضغط لتسريح الشبان".

وحول مدى دعم القيادات العربية والأحزاب للمعتقلين، لفت إلى أننا "كنا نأمل دعم القيادات العربية والأحزاب ولجنة المتابعة واللجان الشعبية المجاورة بشكل أكبر، إذ أن الدعم كان خلال الفترة الأولى من الاعتقال ولكن بعد مدة وجيزة تراجع الدعم، وبدورنا كلجنة شعبية سنحرك القضية خلال الأيام القريبة القادمة وسنحاول النهوض خصوصًا فيما يتعلق بالأهالي والوضع القانوني القائم".

وختم إغبارية بالقول إن "هناك عدة أمور من الواجب القيام بها، ومن بينها الدعم النفسي والالتفاف الجماهيري حول عائلات المعتقلين، في ظل التكاليف المادية الباهظة التي ترهق بعض العائلات، وهذا ما سنجتهد للقيام به من خلال جمعيات وأطر فاعلة في هذا الجانب، بالإضافة إلى حملات شعبية لتغطية قسم من هذه التكاليف".

وبدورها، قالت إخلاص أبو بكر والدة المعتقلين إبراهيم وكريم أبو بكر، لـ"عرب 48" إنه "لا يعقل منذ هبة الكرامة العام الماضي وابنيْ أحدهما معتقل والآخر مبعد، وذلك دون تقديم لوائح اتهام بحقهما حتى اللحظة رغم مرور أكثر من عام، وما يحصل يعد انتقاما وإجراما بحق أبنائنا وهذا غير منطقي أبدا".

وأوضحت أن "ابني كريم اعتقل لمدة شهرين وبعدها جرى إبعاده وهو رهن الحبس المنزلي في جت المثلث، وحتى اللحظة مبعد عن بلدته وعائلته، أما ابني الآخر إبراهيم لا زال قيد الاعتقال في سجن ’مجيدو’ وحتى الآن لم تقدم ضده لائحة اتهام، وهذا إن دلّ فإنه يدل على أنه اعتقال تعسفي بحق الشبان وعائلاتهم التي تصارع لوحدها".

وتابعت "منذ عام وحتى اللحظة أقوم يوميا بإحضار ابني كريم من جت المثلث إلى المدرسة في زلفة، ثم أقوم بإعادته إلى جت بعد انتهاء الدوام، هذا إرهاق كبير بالنسبة لنا، ومن غير المعقول ما يحصل فنحن نعيش في عذاب كبير ولا يوجد أي دعم ومساعدة لنا من القيادات العربية والأحزاب والمواطنين العرب، فقد تُركنا وحدنا نصارع المحاكم والنيابة والسجون".

وأشارت إلى أن "حالة المعتقلين النفسية ونحن الأهالي سيئة جدا، لا يعقل عدم اكتراث أحد لنا ولأبنائنا منذ عام، في الوقت الذي لا نعرف فيه التهم الموجهة إليهم ولا يوجد أحكام بحقهم سوى وجودهم رهن الاعتقال الانتقامي".

وختمت أبو بكر بالقول "أتوجه لكل من يستطيع مساعدتنا في إعادة أبنائنا إلى أحضاننا بأقرب وقت ممكن، سيما وأنه لا يجد أي شيء مثبت بحقهم وهم معتقلون بشكل تعسفي وانتقامي باعتبارهم عربا في هذه البلاد".

ومما يذكر أن النيابة العامة الإسرائيلية أعلنت، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.

وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية اليوم، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود".

التعليقات