إيال وايزمان: الصهيونيّة والتدخُّل البيئيّ في النقب... سياسات "التحريج والإنبات" (2/1)

بالنسبة للصندوق القوميّ اليهوديّ، فإنّ تحريج النقب، كان يهدف إلى غرضين؛ الأوّل: مواجهة ظاهرة التصحُّر، ودفع خطِّ تمدُّده من شمال النقب إلى جنوبه. والثاني: تضييقُ المراعي على سكان النقب، عبر تحريجها ومنع عودة القطعان إليها.

إيال وايزمان: الصهيونيّة والتدخُّل البيئيّ في النقب... سياسات

اعتقال قاصر في النقب (خاصّة بـ"عرب 48" - وليد العبرة)

هذه المقالة هي الجزء الأوّل من مقالتين حول سياسة التدخُّل الصهيونيّ المُدمّرة لطبيعة النقب الجغرافيّة - البيئيّة، والتي تشمل التحريج؛ أحد أهمّ أدوات ممارسة فِعْل السلْب لأراضي النقب، وطرْد من تبقّى من أهلها، وستُنشَر المقالة الثانية لاحقًا.


يُصنَّف إيال وايزمان كأحد أهمّ الباحثين المتخصصين في الهندسة الصهيونيّة الاستعماريّة للبيئة والفضاء الفلسطينييْن، فقد كتب كتابه الشهير الذي تُرجِم إلى العربيّة عن الإنجليزيّة بعنوان: "أرض جوفاء - الهندسة المعماريّة للاحتلال الإسرائيلي".(*)

غير أن كتابه في العبريّة عن النقب، والذي جاء بعنوان: "حدّ الصحراء، خطّ المواجهة" (بالعبريّة لفظًا: ’ساف همِدبار كاف هعيموت’)، لا يقلّ أهميّة عن الأوّل، لناحية مثابرة الباحث على فحص شَكل الأدوات التي كثّفتها المنظومة الصهيونيّة في التعامُل مع النقب. تلك الكتلة الجغرافيّة بتركيبيْها البيئيّ والسكانيّ المتمايزيْن عن باقي التراب الفلسطينيّ، في محاولة ثابرت فيها الدولة العبرية على مدار عقود، بأنيابها ومخالبها من أجل تأديب البيئة الصحراويّة للنقب، وإعادة هندستها وفق أجندة استعماريّة، تضمّنت عنفا طال المكان والسكان معا فيها.

غلاف كتاب وايزمان "حدّ الصحراء، خطّ المواجهة"

ينطلق وايزمان من نقطة ارتكاز أساسيّة بأنّ النقب والذي اعتبره عتبة الصحراء، أو حَدّها الشماليّ المتاخِم لكيان الدولة العبريّة، كان بمثابة تحدٍّ جغرافيّ - بيئيّ واجهته الصهيونيّة منذ ما قبل قيام الدولة، لكونه عمقًا شِبه صحراويّ بلا معالم حدوديّة واضحة، على خلاف باقي الجغرافيّات البيئيّة في فلسطين. كما أن خطّ التصحُّر والجفاف، لم يكن ثابتا في النقب، بل متحرِّكا عبر التاريخ، ومشروطا بالمناخ والأمطار وحركة الريح والرمال فيه.

ثمّ طبيعة سكّانه العرب من البدو، الذين كان للمُعطى البيئيّ - الصحراويّ، كبيرُ أثرٍ على تشكيلهم الاجتماعيّ والثقافيّ، ما جعلهم في خطّ مواجهة مفتوح مع الدولة إلى يوم الناس هذا. وعليه، فإنّ هذه المادة ستقتصر على تناوُل محاولة تتبُّع الكاتب لسياسة التدخُّل الصهيونيّ، واشتغالها البيئيّ في النقب. أما عن نظرة الصهيونيّة لبدو النقب، فسيتمّ تناوُلها في مادة أخرى.

مراكَمة على الاستعمار البيئيّ

لم تبدأ الصهيونيّة في اشتغالها بصحراء النقب من الصفر، إنما راكمت منذ ما بعد قيام الدولة عام 1948، على تراث استعماريّ مارَسَتْه الدول الأوروبيّة الاستعماريّة، منذ نهايات القرن التاسع عشر، مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا في البيئات الصحراويّة في إفريقيا وتحديدا في شمالها. وقد أشار وايزمان إلى تزامُن الهجرة اليهوديّة من أوروبا إلى فلسطين والاهتمام بصحراء النقب، مع الاستعمار الإيطاليّ على ليبيا سنة 1910، واستمرار الإيطاليّين في السيطرة على الصحراء الليبيّة مع وصول الفاشيّين إلى سدّة الحُكْم سنة 1922، فقد قارن وايزمان بين التصوُّريْن الاستعمارييْن؛ الإيطاليّ في ليبيا، والصهيونيّ في النقب، تجاه البيئتين الصحراويتين وسكّانهما البدو فيهما، إذ استفاد الصهاينة من إرث الممارسات الفاشيّة - الإيطاليّة في سياسة التدخُّل البيئيّ، على مستوى التحريج والإنبات، ومشاريع منها حفر آبار ارتوازيّة، ومدّ خطوط ريٍّ قُطريّة، لغرض إعادة تشكيل عَتَبة الصحراء المتاخِمة للمُدن الليبيّة وفق أجندة استعماريّة.

والأهمّ، كان عنف الإيطاليين تجاه بدو الصحراء الليبيّة، الذي وصل إلى حدِّ قصفهم بغاز الخردل، من أجل دفعهم إلى عُمق الصحراء، وإبعادهم عن حدّها المتاخِم للمناطق الحَضريّة!

بالنسبة إلى وايزمان، لم يتقاطَع عنف الصهاينة، مع العنف الفاشيّ - الإيطاليّ على مستوى الممارسات وسياسات التدخُّل البيئيّ فقط، إنما على مستوى المِخيال لكلا الاستعماريْن، ففي اللحظة التي كانت تسعى الصهيونيّة إلى إحياء "تراث الأجداد" في صحراء النقب وفلسطين عموما، كان الإيطاليون يعملون على إعادة بعث التراث الحضاريّ - الرومانيّ، الذي شيَّده الرومان من غابِر الزمان في شمال إفريقيا.

التدخُّل البيئيّ - التحريج والإنبات

يُعدّ التشجير والتحريج بما يعنيه من غرس أصناف مختلفة من أشتال الشجر؛ من أهمّ مظاهر التدخُّل البيئيّ الذي مارَسَته الصهيونيّة في فلسطين عموما، منذ قبل قيام الدولة وبعدها، وذلك لأغراض استعماريّة مختلفة. غير أنها في النقب، كانت أكثر عنفًا وأشدَّ تشويها لطبيعة البيئة الصحراويّة التي عرفها وألِفَها أهلها البدو على مدار مئات السنين. كما لم تقِف الدولة العبريّة في النقب عند التحريج، إنما اشتغلت أيضا في ما يُعرف بتعبير بن غوريون ("لِهَبريَّح إت هنيغِف" ’كما تُلفَظ بالعبريّة’) أي تخضير النقب ضمن سياسة الإنبات الاستعماريّ للبيئة.

كانت سياسة الإنبات، بالنسبة لبن غوريون تعني تخضير الصحراء، وإعادة توطينها معا، والذي تطلَّب طردَ أهلها، بدو النقب، وإحلال المستوطنين الصهاينة فيه. يُذكر أنّ إسرائيل بعد إعلان تأسيسها، قد وطَّنت مُهاجرين يهودا قادمين من دوَل مثل المغرب وتونس وليبيا، وكذلك من الهند وباكستان، في النقب، وفق تصوُّر كولونياليّ مفاده أن هؤلاء المُهاجرين القادمين من هذه الدول، يمكنهم التأقلُم مع البيئة الصحراويّة في النقب، أكثر من أولئك المهاجرين القادمين من الدول الأوروبيّة.

كان سؤال "الماء"، أحد أهمّ ما اسْتَشْكَلَه الصهاينة في سياق سياسة تحريج وإنبات النقب، وعليه قامت الدولة العبريّة بتنفيذ أكبر مشروعين لريِّه؛ الأوّل: مشروع مدِّ خطّ ريِّ "اليركون- النقب" سنة 1952، حيث تمّ ضخّ مياه منابع نهر العوجا عبر قنوات، إلى مناطق شمال - شرق النقب. والثاني: سنة 1964، وهو مشروع الريّ القطريّ (يُسمّى بالعبريّة: "هَموفيل هآرتسي") الذي أُنجز في سنة 1964، بتحويل مياه من بحيرة طبرية شماليّ البلاد، إلى رأس العين وسط البلاد على طول 130كم، ثم إلى النقب جنوبًا.

من عمليات التشجير في الظحيّة بالنقب (أرشيفيّة - "عرب 48")

كان التحريج في النقب وسياسة إنباته وتخضيره، منذ قبل وبعد قيام الدولة، يجريان بإشراف الصندوق القوميّ اليهوديّ (الصندوق الدائم لإسرائيل - "كاكال")، وإلى مَطلَع القرن الحاليّ، ما تزال سياسة التحريج كغطاء نباتيّ، قائمةً للتغطية على فِعْل الطَّرْد والإحلال في النقب إلى يومنا هذا، ومؤخَّرا، وقَفَ أهالي قرية الأطرش في النقب ضد سياسة التجريف والتحريج لأراضيهم هناك.

أوتو فيربرغ، بروفسور متخصِّص في حقل الزراعة الكولونياليّة -والذي شغل كذلك بين السنوات 1911-1920 منصب رئيس الهستدروت الصهيونيّة- يُعدّ أحَدَ أبرز المنظّرين لفكرة التحريج في البلاد، كأداة كولونياليّة ناجعة، للتدخُّل البيئيّ في فلسطين، كما دعا في حينه إلى "أَوْرَبَة" البيئة البريّة - الطبيعيّة في البلاد، وذلك عبر التحريج الذي يكفَل برأيه تخفيف وتخفيض درجات الحرارة، مقابل زيادة نسبة معدَّل الأمطار السنويّة.

في السنوات الأخيرة، أفادت منظّمة "جودة البيئة (’إيخوت هَسفيفاه’ بالعبريّة)"، بأنّ التحريج عموما، والسافاني منه خصوصا، كان مدمِّرا للبيئة الطبيعيّة في النقب.

بعد فيربرغ، جاء يوسف فايتس الذي يُعدّ الأب الروحيّ لتنفيذ مشروع التحريج، وشتْل بريّة فلسطين بأصناف مختلفة من أنواع الشجر، وذلك من موقعه كرئيس لدائرة الأراضي والتحريج في الصندوق القوميّ اليهوديّ، إذ لَم يرَ فايتس بالتحريج مجرَّد أداة للتدخُّل البيئيّ بحسب فيربرغ فقط، إنما هو بمثابة إعلان عن بعْثِ سيادة الطبيعة اليهوديّة على البلاد، بالإضافة إلى أَثَر التحريج في خَلْق واقع جغرافيّ - سياسيّ، وتمكينه على الأرض. كما كان فايتس واحدًا من بين ثلاثة في "لجنة الطرْد والإبعاد" عام النكبة، والذين دعوا إلى اقتلاع الفلسطينيين، وزرْع الشجر على أنقاضهم.

تعود مبادرة الصندوق القوميّ اليهوديّ لتحريج النقب إلى سنة 1939، حينما بادرت إلى القيام بسلسلة تجارب بيئيّة من أجْل فحص إمكانيّة تخضير النقب وغرس أصناف معيّنة من الشجر الحُرجيّ فيه، بما يتناسب مع طبيعة تربته عالية الملوحة والجافة. غير أن التحريج قد بدأ في النقب فعليًّا، في مطلع الخمسينيات، بعد قيام الدولة. وذلك بعد توطين يهود شمال إفريقيا فيه، والذين جرى استغلالهم في أعمال شاقّة مختلفة، من بينها الحفر والغرس، حيث تمّ باقتراح من يوسف فايتس على بن غوريون في حينه، غرْسُ مليون شتلة من الكينا والطَرفة، لحجز مهبّ الرياح، وكأحزمة حماية في مناطق النقب الجنوبيّ تحديدا، حيث المناطق الأكثر جفافًا وتصحُّرا فيه.

التحريج السافانيّ

في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، قدَّم خبراء من جامعة بن غوريون في بئر السبع، للصندوق القوميّ اليهوديّ، اقتراحًا لمشروع نموذج جديد، للتحريج في النقب، أطلَقوا عليه مشروع "التحريج السافانيّ"، والذي تضمَّن زرْعَ وشتْلَ أصناف جديدة من الأشجار "الوبريّة" وبكميّات أقلّ، حيث يمكن لهذا النوع من الشجر مقاومة ملوحة التربة والجفاف الصحراويّ في النقب، كما يمكن لهذا الصنف من الأشجار، الاعتماد على السقاية البعليّة، دون الحاجة إلى مدِّ أنابيب ريٍّ لها.

مساحات واسعة زُرِعت بأنواعٍ من الأشجار بالنقب

بدأ الصندوق القوميّ اليهوديّ بالتحريح السافانيّ في النقب مطلع القرن الحالي، وتحديدا في العراقيب والأراضي المحيطة بها، فقد قامت بتحريج ثلاث غابات سافانيّة، على مراحل مختلفة؛ الأولى: سنة 2005، سُمِّيت بـ"غابة السُّفَرَاء"، حيث شارك 49 دبلوماسيًّا من 50 دولة، في غرس أشتال تحمل كل واحدة منها اسم دولة الدبلوماسيّ المُشارك في التحريج. باستثناء سفير دولة جنوب إفريقيا في إسرائيل الذي انتبه إلى التحريج كسياسة سلْب للأرض من أصحابها، ورَفَض المشاركة.

أما الغابة الحُرجية الثانية، فقد أُطلق عليها اسم "غابة تلفزيون الله"، وحُرّجت سنة 2008، بتمويل من منظمة إعلاميّة مسيحيّة أميركيّة، ترى بأنّ مصير اليهود، هو التنصُّر في الأخير. بينما أُطلق على الغابة الثالثة، اسم "غابة الدول الألمانيّة" والتي غُرست أشجارها تحت شعار: "كي لا ننسى"، في إحالة إلى فِعْل ألمانيا النازيّة البائدة والمحرقة.

المُحصِّلة والغَرَض

في السنوات الأخيرة، أفادت منظّمة "جودة البيئة (’إيخوت هَسفيفاه’ بالعبريّة)"، بأن التحريج عموما، والسافانيّ منه خصوصا، كان مدمِّرا للبيئة الطبيعيّة في النقب، فالأدوات المستخدَمة في أعمال الحفر، قد تَتسبَّب بأضرارٍ جسيمة لقشرة الأرض فيه، كما ساهمت السواتر الترابيّة والأكوام الرمليّة في انتشار الأعشاب الشوكيّة الضارّة، والتي قضت على الأزهار البريّة في مناطق التحريج. فضلا عن أنّ التشجير السافانيّ قد تسبّب بحجز جرَيان أمطار الشتاء، وقطعها عن مناطق أخرى، الأمر الذي أدّى إلى جفافها وارتفاع مُلوحة التربة فيها، مما يصعّب من إمكانيّة استصلاحها لأغراض الزراعة.

اعتقال أحد المحتجّين في النقب (خاصّة بـ"عرب 48" - وليد العبرة)

بالنسبة للصندوق القوميّ اليهوديّ، فإنّ تحريج النقب، كان يهدف إلى غرضين؛ الأوّل: مواجهة ظاهرة التصحُّر، ودفع خطِّ تمدُّده من شمال النقب إلى جنوبه. والثاني: تضييقُ المراعي على سكان النقب، عبر تحريجها ومنع عودة القطعان إليها، في سياسة كان أهمّ أغراضها، نزْع أهمّ مَوْرِد معيشيّ من أهل النقب، وهو تربية الماشية، والذي اعتمده البدو على مدار مئات السنين في ديارهم.

في أكثر من تقرير بيئيّ لدى جمعيّات إسرائيليّة مثل "جودة البيئة" و"حماية الطبيعة"، تبيَّن أنّ مَنْع دخول القطعان للمناطق الحُرجيّة -ليس فقط في النقب- وملاحقة رعيانها؛ قد جعل الغابات الحُرجية مُهدَّدةً ومُصدَر تهديد معا، وبخاصّة بعد ارتفاع معدَّل اشتعال الحرائق في السنوات الأخيرة فيها.

لم تكُن أغراض التحريج في النقب تقف عند أجندة الصندوق القوميّ اليهوديّ، إنما منذ بدئِه في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان التحريج بمثابة تمثيل لشكْل مصادرة الأرض ووضْع يدِ الصهاينة عليها، وبالتالي إخفاء معالم وجود أهلها المُقتَلَعين منها، لاسيّما أنّ الصهاينة قد طَردوا أكثر من 90% من بدو النقب في أحداث النكبة. كما كان التحريج واحدا من أدوات دولة إسرائيل في مواجهة نضال أهالي القرى البدويّة غير المُعترَف بها في العقود الأخيرة، وبخاصّة أنه يدعم ادعاء الدولة في المحاكم القضائيّة بغياب معالم أهليّةِ أهالي القرى في قراهم.

صاحب الأرض مجابِها عناصر الأمن الإسرائيليّ ("أ ب")

كما يحقِّق التحريج والغابات الحُرجيّة في النقب، أهدافا أمنيّة بالنسبة للدولة العبريّة، خصوصا بعد أن صار النقب بمثابة "ساحة خلفيّة" بتعبير وايزمان، لكلّ مخلّفات إسرائيل الصناعيّة والكيماويّة، ومدفنا للنفايات السامّة والمُشِعَّة. والأهمّ أنّ النقب يحوي أكبر مواقع عسكريّة لسلاح الجوّ الإسرائيليّ، وميادين التدريبات والمناورات الحربيّة، فضلا عن الثكنات والمخازن والمعدّات القتاليّة، التي ازدادت في النقب بعد الانسحاب من سيناء ونقلها لإخفائها في المناطق الحُرجيّة فيه، منذ مطلع الثمانينيات.

اقرأ/ي أيضًا | خُبز الغزال... من ذاكرة بَرّ مدينة صفد (4/1)

اقرأ/ي أيضًا | صفد... سقوط المدينة (4/4)

يخلُص وايزمان في كتابه إلى أنّ التحريج بما يتضمّنه من تخضير وإنبات استعماريّ في النقب، كان وما يزال إلى يومنا؛ أحد أهمّ مظاهر سياسة التدخُّل الصهيونيّ المُدمِّرة لطبيعة النقب الجغرافيّة - البيئيّة. إضافة إلى كونه أحد أهمّ أدوات ممارَسة فعْل "السّّلب" لأراضي النقب، وطرد من تبقّى من أهلها فيها.


الهوامش:

(*) صدر الكتاب بالعربيّة سنة 2017 عن دار الشبكة العربيّة للأبحاث والنشر ومدارات للأبحاث والنشر، ترجمة: باسل وطفة.

التعليقات